وليس في الآية ما يدلّ على أنّ ذوي القربى سوى القائمين ؛ لأنّ الخطاب متوجّه إليهم كما في (١) قوله : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) [البقرة : ١٨٠] ، وفي قوله : (قُلْ (٢) ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) [البقرة : ٢١٥] ، وقوله : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى) [النّساء : ٣٦] ، لكنّ الدّلالة قد قامت على أنّهم فقراء بني هاشم ، كان صلىاللهعليهوسلم يعطيهم من الخمس مقدار الحاجة يقول لهم : أليس في خمس الفيء ما يغنيكم عن غسالة أيدي النّاس (٣).
ثمّ عندنا استحقاقه بالفقر بعد موت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعند الشّافعيّ بمجرّد القرابة (٤). واستحقاق اليتامى بالفقر بالإجماع ، والمساكين عامّ في الهاشميّين وغيرهم ، وكذلك ابن السّبيل.
وفائدة تخصيص ذوي القربى التّنبيه على أنّهم في هذا المال (٥) بخلاف ما هم في الزكوات (٦) والصّدقات ، أو تشريفهم على غيرهم (٧) كما في قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) [الأحزاب : ٧] ، وقوله : (وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) [البقرة : ٩٨](٨).
وتخصيص اليتامى أن لا يوكلوا إلى (٩) أقاربهم الأغنياء لحقّ الحضانة ، أو التّنبيه على تفقد المحتاجين.
٤٢ ـ (إِذْ أَنْتُمْ) : بدل عن قوله : (يَوْمَ الْتَقَى) ، وذلك بدل عن قوله : (يَوْمَ الْفُرْقانِ)(١٠).
(بِالْعُدْوَةِ) : جانب الوادي (١١) ، قال النّابغة (١٢) : [من البسيط]
في عدوتين أقام القوم بينهما |
|
والقوم من (١٣) بين محروم ومحتوم |
(الدُّنْيا) : تأنيث الأدنى ، و (الْقُصْوى) : تأنيث الأقصى ، أي : الأبعد (١٤).
__________________
(١) ساقطة من ب.
(٢) ليس في ع.
(٣) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٨ ـ ٩ ، والقرطبي ٨ / ١٠ ـ ١٢.
(٤) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٥٠ ، والكشاف ٢ / ٢٢١ ، وزاد المسير ٣ / ٢٤٥.
(٥) في ع : المحال ، وفي ب : المثال ، والحاء والثاء مقحمتان.
(٦) في ع : الزكاة.
(٧) في ع : تشريفا على قولهم ، بدل (تشريفهم على غيرهم).
(٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٤١٦ ، والبحر المحيط ٤ / ٤٩٣.
(٩) ساقطة من ب.
(١٠) في الآية السابقة. وينظر : التبيان في إعراب القرآن ٢ / ٦٢٤ ، والمجيد ٣٧٤ (تحقيق : د. إبراهيم الدليمي).
(١١) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٤١١ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٥٨ ، وتفسير غريب القرآن ١٧٩.
(١٢) لم أقف عليه في ديوانه.
(١٣) ساقطة من ع ، وفي ك : ما.
(١٤) ينظر : الكشاف ٢ / ٢٢٣ ، والتفسير الكبير ١٥ / ١٦٧ ، وتفسير القرطبي ٨ / ٢١.