الكفّار إن (١) أجرينا على العموم ؛ لأنّ القتال ممتدّ إلى أن يستسلم أهل الشّرق والغرب أجمعون (٢) أو تنتهي أيّام الدّنيا.
(الدِّينُ) : التّديّن.
(كُلُّهُ) : للتّأكيد (٣).
(لِلَّهِ) : لوجه الله خالصا (٤).
٤٠ ـ (وَإِنْ تَوَلَّوْا) : أعرضوا عن الإسلام والاستسلام (٥).
(أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ) : يواليكم وينصركم (٦) عليهم.
٤١ ـ (وَاعْلَمُوا) : أي : اعتقدوا.
وهو تكليف وليس بمجرّد إعلام ولذلك علّقه بشرط الإيمان (٧).
(مِنْ شَيْءٍ) : تفسير لقوله : (ما غنمتم) ، كقوله : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ) [الشّورى : ١٠]. وقوله (فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) : يدلّ على قوله : (أَنَّما غَنِمْتُمْ).
وروى سفيان الثّوريّ (١٣٣ و) عن قيس بن مسلم قال : سألت الحسن بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب عن قوله (٨) : (فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) ، قال : هذا مفتاح كلام ، لله (٩) الدنيا والآخرة (١٠).
وسهم رسول الله كان ينفق مقدارا على عياله ويصرف الباقي إلى حوائج المسلمين ، وقد نقل عنه من طريق الاستفاضة قال : ما لي في ما أفاء الله عليكم إلّا الخمس والخمس مردود فيكم. ثمّ سقط سهمه بوفاته ؛ لأنّ خلفاءه جعلوا لأنفسهم رزقا دارّا في بيت المال فاستغنوا عن هذا السّهم. ولو رأى الإمام أن يفرز هذا السّهم ويجعله في بيت المال عدّة للمسلمين لكان في سعة إن شاء الله (١١).
__________________
(١) النسخ الأربع : وإن ، والواو مقحمة.
(٢) في ك : أجمعوا.
(٣) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٤٨٩.
(٤) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٤٨.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٢٣٠ ، والبغوي ٢ / ٢٤٨ ، وزاد المسير ٣ / ٢٤٣.
(٦) في الأصل وع : وينصرونكم. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ١٢١ ، والكشاف ٢ / ٢٢٠.
(٧) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٥٨ ، وتفسير غريب القرآن ١٧٩.
(٨) (عن قوله) ساقطة من ك.
(٩) في ك وع : الله.
(١٠) ينظر : مصنف عبد الرزاق ٥ / ٢٣٨ ، ومصنف ابن أبي شيبة ٦ / ٥٠١ ، والمستدرك ٢ / ١٤٠.
(١١) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٩ ـ ١٢ ، والبغوي ٢ / ٢٤٩ ، وزاد المسير ٣ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.