رؤيا عاتكة ، ثمّ التفت إليّ فقال : يا أبا الفضل متى حدثت فيكم هذه النّبيّة ، أما رضيتم يا بني عبد المطّلب أن تنبّأت رجالكم حتى تنبّأت نساؤكم ، سنتربّص بكم هذه الثّلاث فإن كان حقّا فسيكون وإلّا كتبنا عليكم كتابا أنّكم أكذب أهل (١) بيت في العرب ، فلمّا كان يوم الثّالث جاءهم ضمضم بن عمرو ووقف بعيره بالأبطح وقد حوّل رحله وشقّ قميصه وأجدع بعيره يقول : يا معشر قريش اللّطيمة اللّطيمة ، أموالكم أموالكم مع أبي سفيان قد عرض [لها](٢) محمّد وأصحابه ، ولّما سمع العبّاس هذا (١٣٠ و) شمت بهم ، وطلب أبا جهل فوجده في المسجد فتبعه وناداه : كيف رؤيا عاتكة يا مصفرّا إسته؟ قال (٣) أبو جهل : دعنا عن (٤) هذا يا أبا الفضل وتأهّب للنّفير ، ولم يجد عبّاس من الخروج معهم بدّا إلى أن كان ما كان على ما سبق في آل عمران (٥).
واختلفوا في الأنفال ههنا ، قيل (٦) : إنّها الغنائم كلّها. وعن الحسن أنّها ما كان نفّلهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقوله (٧) : (من قتل قتيلا فله سلبه) ، فتسارع الشّبّان وبقي المشايخ تحت الرّايات محدقين برسول الله ، فلمّا فرغوا من القتال قالت الشّبّان : هذه الأموال يتنفل (٨) لنا رسول الله ، وقالت المشايخ : نخن كنّا ردءا لكم (٩) فأشركونا فيها ، وقال سعد بن معاذ : يا رسول الله إن (١٠) دفعت المال إلى من نفّلتهم لم يبق لسائر النّاس شيء ، فانتزع الله الأمر (١١) من أيديهم وردّه إلى رسوله ليستأنف فيه حكما على ما يرى فيه من المصلحة (١٢). وعن عطاء عن (١٣) ابن عبّاس : المراد بالأنفال ما شذّ عن الغنائم من عبد أو دابّة (١٤). والآية منسوخة على الأقوال الثّلاثة بقوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ) ، الآية [الأنفال : ٤١](١٥).
__________________
(١) ساقطة من ك.
(٢) يقتضيها السياق.
(٣) في ع : وقال.
(٤) ساقطة من ب.
(٥) في تفسير الآية ١٢٣. وينظر الخبر في السيرة النبوية ٢ / ٤٤٠ ـ ٤٤٢ ، وتاريخ الطبري ٢ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، والمستدرك ٣ / ١٩ ـ ٢٠.
(٦) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، ومعاني القرآن الكريم ٣ / ١٢٩ ، والبحر المحيط ٤ / ٤٥٣.
(٧) في ع : لقوله. والحديث في مسند الشافعي ٢٢٣ ، وصحيح البخاري ٣ / ١١٤٤ ، ومسلم ٣ / ١٣٧٠ ـ ١٣٧١.
(٨) في ع : تتنفل ، وفي ب : بتنفل.
(٩) في ع : رداءكم ، بدل (ردءا لكم).
(١٠) ساقطة من ب ، وبعدها : الأموال ، بدل (المال).
(١١) ساقطة من ب.
(١٢) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٢٢٨ ـ ٢٣٠ ، والبغوي ٢ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
(١٣) ساقطة من ك.
(١٤) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٢٢٥ ، والناسخ والمنسوخ للنحاس ٤٥٢ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٢٨.
(١٥) ينظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس ٤٥١ ، وللمقري ٩٢ ، ولابن حزم ٣٩.