سورة الأنفال
مدنيّة ، نزلت بعد سورة البقرة بالمدينة (١). وعن ابن عبّاس وقتادة : إلّا سبع آيات نزلن بمكّة ، [أولها](٢) قوله : (وَإِذْ (٣) يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الأنفال : ٣٠]. وقيل (٤) : نزلت آية واحدة بمكّة ، وهي قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ) [الأنفال : ٦٤]. وهي ستّ وسبعون آية حجازي بصري (٥).
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (يَسْئَلُونَكَ [عَنِ الْأَنْفالِ] (٦)) : نزلت في غزوة بدر في شهر رمضان سنة اثنتين (٧).
وسبب غزوة بدر أنّ عيرا لقريش (٨) قدم من الشّام ، فيهم أبو سفيان وعمرو بن العاص ، فأراد النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يخرج إليهم فيغير عليهم ، فخرج وهو يريد العير ، والله يريد النّفير ، فكان ما أراد الله ، وذلك (٩) أنّ أبا سفيان سمع بخروج النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأرسل ضمضم بن عمرو الغفاريّ إلى مكّة مستنجدا مستنفرا ، وكانت عاتكة بنت عبد المطّلب قد رأت في المنام قبل مقدم ضمضم أنّ رجلا أقدم على بعير له فوقف بالأبطح وقال : انفروا يا آل غدر (١٠) إلى مصارعكم في ثلاث ، ثمّ صعد أبا قبيس وصرخ ثلاثا ، ثمّ أخذ صخرة وأرسلها من رأس الجبل فأقبلت تهوي حتى إذا كانت في أسفله ارفضّت فما بقيت دار من دور قريش إلّا دخل فيها (١١) بعضها ، فقصّت عاتكة رؤياها على أخيها العبّاس بن عبد المطّلب ، وكانا يكتمان إيمانهما ، فقصّ عبّاس على الوليد بن عتبة ، وكان صديقا له ، فذكرها الوليد لأبيه فتحدّث (١٢) بها ، ففشا الحديث في ما بين النّاس ، قال (١٣) عبّاس : غدوت إلى الكعبة لأطوف بها فإذا أبو جهل في نفر من قريش يتحدّثون عن (١٤)
__________________
(١) في ك وع : بمدينة. وينظر : الكشاف ٢ / ١٩٣.
(٢) يقتضيها السياق. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ٧١ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٢٢ ، وزاد المسير ٣ / ٢١٤.
(٣) في ع : أو ، وهو خطأ.
(٤) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٤٥٢.
(٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ٧١ ، ومجمع البيان ٤ / ٤٢٢.
(٦) من ع.
(٧) ينظر : معاني القرآن الكريم ٣ / ١٢٧.
(٨) في ك : عير قريش ، بدل (عيرا لقريش).
(٩) مكررة في ب.
(١٠) في ع : عدراء.
(١١) في ب : دخلها ، بدل (دخل فيها).
(١٢) في الأصل وع : ويتحدث ، وفي ب : وتحدث.
(١٣) بعدها في ب : ابن ، وهي مقحمة.
(١٤) في ب : في.