وعن مجاهد والسدّي وأبي مالك وعكرمة أنّه صلىاللهعليهوسلم كان صالح اليهود من قريظة والنّضير على أن يقرضوه إذا استقرضهم فيما يحتاج إليهم من الدّيات ، ثمّ إنّ عمرو بن أميّة الضمري قتل قتيلين من الأسلميّين خطأ ، فذهب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم معه أبو بكر وعمر وعليّ إلى بني قريظة يستقرضهم شيئا في دية القتيلين فقالوا : مرحبا بأبي القاسم ، ثمّ قالوا : إخواننا بنو النّضير لا نقضي دونهم شيئا ، ترجع اليوم وتأتينا يوم كذا ، ثمّ تآمروا فيما بينهم وأجمعوا على الفتك (٩٣ و) به يوم الميعاد ، فلمّا أتاهم يوم الميعاد (١) أجلسوه مع أصحابه في صفة ، وخرجوا يرفعون الأسلحة وينتظرون كعب بن الأشرف وكان غائبا ، فلمّا كاد يتمّ كيدهم أطلع الله نبيّه على ذلك ، فخرج ولم يعلم أحد من (٢) أصحابه لئلّا يقابلوهم بالشّرّ ، ثمّ خرج (٣) واحد بعد واحد في أثره ، فأنزل الله الآية (٤).
وسبب اختلاف الرّواة في مثل هذه الآية غيبتهم عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وقت النّزول ، ومشاهدتهم إيّاه يتلوها في حادثة مثل ما نزلت فيه وكانوا يظنّون أنّها نزلت في ابتداء.
(هَمَّ) : أراد وقصد (٥).
(أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) : أن يصيبوكم بمكروه ويبسطوا عليكم ، يقال : بسط يده سطوة (٦) ، ومنه قوله : (وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ) [الأنعام : ٩٣] ، وقال هابيل لأخيه : (لَئِنْ بَسَطْتَ (٧) إِلَيَّ يَدَكَ) [المائدة : ٢٨].
١٢ ـ (النّقيب) : فوق العريف ، سمّي نقيبا لكونه بالمرصاد من قومه لا ينفذ لهم أمر دونه (٨) ، والنّقب : الطّريق (٩).
والنّقباء اثنا عشر الذين اختارهم موسى عليهالسلام وبعثهم عيونا إلى العمالقة ، فنصح لله اثنان وخان [منهم](١٠) عشرة. وقيل (١١) : هم كفلاء الأسباط وضمناؤها ، كان لكلّ سبط كفيل
__________________
(١) (فلما أتاهم يوم الميعاد) ساقطة من ب ، وبعدها في ك وب : وأجلسوه ، بدل (أجلسوه).
(٢) ساقطة من ب.
(٣) في ك : فخرج ، بدل (ثم خرج).
(٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٣٧ ـ ٣٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ١٩.
(٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٥.
(٦) ينظر : الكشاف ١ / ٦١٤ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٨٣.
(٧) في ب : بسط ، وهو خطأ.
(٨) في ب : ليردونه ، بدل (أمر دونه) ، وبعدها : والنقيب ، بدل (والنقيب) ، والياء مقحمة.
(٩) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٢٠٣ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٥٧ ـ ١٥٩ ، ولسان العرب ١ / ٧٦٧ و ٧٦٩ (نقب).
(١٠) من ب. وينظر : تفسير مجاهد ١ / ١٨٨ ـ ١٩٠ ، والطبري ٦ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٦.
(١١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٦٦ ، والوجيز ١ / ٣١١ ، وزاد المسير ٢ / ٢٥١.