عاجلة تؤدّي إلى العقاب (١).
(وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) : أي : أثبت ثباتا ، وهو في معنى قوله : (وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) [القصص : ٦٠].
٦٩ ـ (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) : نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان شديد الحبّ لرسول الله ، قليل الصّبر عنه ، فقال : يا رسول الله إنّي أخاف أن لا ألقاك في الآخرة فإنّك ترفع إلى الرّفيق الأعلى (٢). وعن مقاتل : نزلت في عبد الله بن زيد الأنصاريّ صاحب الأذان (٣). وقيل (٤) : نزلت في جماعة من الصّحابة. وهي على العموم في الظاهر (٥).
و (الصّدّيق) : فعّيل من الصّدق ، وهي لأقصى غاية المبالغة في الوصف بالصّدق أو التّصديق. والصّدّيق (٦) المجمع عليه أبو بكر (٧).
(وَالشُّهَداءِ) : الأئمّة الذين يشهدون على قومهم ، أو المقتولون في سبيل الله ، وإنّما (٨) سمّوا شهداء ؛ لأنّهم يبعثون وأوداجهم تشخب دما يشهدون (٩) الأنبياء على مخالفتهم (١٠) ، أو لأنّهم يحضرون حظيرة القدس قبل يوم القيامة (١١). ويحتمل أنّ المراد بالشّهداء الأشهاد (٨٢ ظ) وبالشّهيد الشّاهد. وشاهد النّبيّ وزيره ومهيمنه ، وإنّما سمّي شاهدا لأنّه شهد ما يشهده النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من علم الغيب دون سائر النّاس ، وإمّا من طريق المشاركة مثل هارون عليهالسلام ، وإمّا من طريق المتابعة مثل السّبعين.
وإنّما قدّم النّبي لأنّ اسم النّبيّ مختصّ بالدّاعي الموحى إليه ، فكان لاختصاصه أشرف.
والصّدّيق يستجمع معنى الشّهادة كلّها لصدقه ، ثمّ يزيد صدقا في سائر المعاني من استواء ظاهره وباطنه ، فلزيادته كان أشرف. والشّهيد أخصّ من الصّالح ؛ لأنّ كلّ مسلم صالح إذا حافظ الشّريعة سواء كان من أهل المشاهدة أو لم يكن.
__________________
(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٤ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٦٨.
(٢) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ، وتفسير البغوي ١ / ٤٥٠ ، ومجمع البيان ٣ / ١٢٥ ـ ١٢٦.
(٣) ينظر : تفسير القرطبي ٥ / ٢٧١ ، والبحر المحيط ٣ / ٢٩٩.
(٤) ينظر : مصنف ابن أبي شيبة ٦ / ٣٢٤ ، وتفسير الطبري ٥ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٦٠.
(٥) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ١٧٠.
(٦) ليس في ب.
(٧) ينظر : زاد المسير ٢ / ١٥٠ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٧٢ ـ ١٧٣ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٧٢ و ٢٧٣.
(٨) في ك : وإنهم.
(٩) في ك وب : وما يشهدون ، بدل (دما يشهدون) ، وبعدها في ب : من ، و (على قومهم ... يشهدون) ساقطة من ع.
(١٠) لعل الصواب : مخالفيهم.
(١١) ينظر : تفسير الطبري ٥ / ٢٢٤ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٢٥٠ ، وزاد المسير ٢ / ١٥٠.