٥٩ ـ قيل : إنّ
وفد نجران قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّك سببت صاحبنا بأن سمّيته عبدا ، فقال صلىاللهعليهوسلم : ليست العبوديّة بعار على أخي ، قالوا : أرنا عبدا
مثله وجد بغير أب ، فضرب الله تعالى هذا المثل وقال : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى)
، الآية ، شبّهه
بآدم في الوجود من غير أب فقط ، كما شبّه الهلال بالعرجون والكفّار بالأنعام .
«و (آدَمَ)
: معرفة» .
(خَلَقَهُ)
: كلام مستأنف
ليس بصفة ولا حال .
(فَيَكُونُ)
: تقديره : فصار
؛ تكوّن شيئا بعد شيء على التدريج ، وكأنّه لم يكن حيّا دفعة واحدة وذلك سنّة الله
في خلق الأشياء للتّمكين من الاعتبار. وقيل : تمّ الكلام عند قوله : (كُنْ)
، ثمّ ابتدأ
فقال : (فَيَكُونُ)
، أي : يكون كلّ
مأمور بأمر .
٦١ ـ فلمّا
نزلت (فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ) دعا صلىاللهعليهوسلم وفد نجران إلى المباهلة ، وخرج بنفسه متيقّنا بما أوحى
إليه ربّه ، معه عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ولم يخرج وفد نجران ، وتكعكعوا عن
ذلك لما كان فيهم من التّشكّك والظّنّ ، فقال صلىاللهعليهوسلم : لو خرجوا للمباهلة لاضطرم الوادي عليهم نارا . وجعل آله تحت كسائه ثمّ دعا فقال : اللهمّ هؤلاء آلي
وال من والاهم ، وانصر من نصرهم ، واخذل من خذلهم ، ورجع مستجابا له بفضل من الله
ورحمته.
والتزم وفد
نجران الجزية ، وصالحوا على ألفي حلّة وثلاثين درعا عادية من حديد .
(تَعالَوْا)
: «هلمّوا» . والتّعالي إلى الشيء : التّقارب منه على سبيل العلوّ
حقيقة ، وعلى غيره مجازا. والتّعالي عن الشيء : التّباعد منه على سبيل
العلوّ والرّفعة حقيقة لا مجاز له.
__________________