هجوعا ، فأعاد الماء إليهم وأيقظهم ، وطلب منهم أن يتطهّروا ثانيا ويسألوا الله تبقيته فيما بينهم ، فتطهّروا وتشمّروا للصلاة والدّعاء ، وخرج عيسى عليهالسلام ثمّ التفت إليهم فوجدهم سامدين نائمين ، فأعاد الماء (١) إليهم وأمرهم أن يتطهّروا ، وقال : سبحان الله أما عهدت إليكم؟ فتسوروا (٢) منه ، وتطهّروا وقصدوا للصلاة (٣) والدّعاء فخرّوا نائمين ، فعند ذلك أيقن عيسى عليهالسلام بأنّه لا محالة مرفوع ، فقال (٤) : من الذي يفديني بنفسه (٦٧ و) ويكون معي في الجنّة؟ فاختار ذلك شمعون ، فألقى الله تعالى مثاله عليه (٥) ، ورفع عيسى عليهالسلام (٦).
وروي أنّ مريم جاءت بالليل تحت الصليب مع طائفة من الحواريّين يبكون وينوحون ، فأظهر الله تعالى لهم عيسى حيّا غير مصلوب حتى كلّمهم وبشّرهم بسلامة نفسه وبأنّه راجع إلى الدنيا ، ووجّه أولئك الحواريّين إلى البلاد ، وأوصى إلى كلّ واحد وصيّة (٧).
٥٦ ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) : اليهود والنّصارى (٨) ، أمّا اليهود (٩) فلدعواهم صلب عيسى عليهالسلام وغير ذلك ، وأمّا النصارى فلتسليمهم دعوى اليهود وبغير ذلك.
٥٨ ـ (ذلِكَ) : إشارة (١٠) إلى ما سبق ، و (نَتْلُوهُ) خبر له (١١) ، والباقي خبر ثان (١٢). أو (ذلك) بمعنى الذي ، و (نتلوه) صلة له ، والخبر قوله : (مِنَ الْآياتِ)(١٣).
(الْآياتِ) : آيات الله (١٤).
(وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) : الذي يفيد الحكمة (١٥).
__________________
(١) ساقطة من ب.
(٢) في ب : فتشورا. والسّور : الضّيافة ، فارسية ، ينظر : القاموس المحيط ٣٧١ (سور).
(٣) في ك وب : الصلاة.
(٤) في ك وع : وقال.
(٥) في الأصل : علهم ، وهو اختصار الناسخ لعبارة : عليهالسلام ، وبعدها في ع : السّلام ، والصواب ما أثبته من ك. وبعدها : (ورفع عيسى عليهالسلام) ليس في ك.
(٦) ينظر : تفسير القرطبي ٤ / ١٠٠.
(٧) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٣٠٧ ، والخازن ١ / ٢٥١.
(٨) ينظر : تفسير الطبري ٣ / ٣٩٩ ، وزاد المسير ١ / ٣٣٧.
(٩) (أما اليهود) ساقطة من ب ، وبعدها في النسخ الثلاث : فلدعوتهم ، بدل (فلدعواهم).
(١٠) (ذلك إشارة) ليس في ك. وينظر : الكشاف ١ / ٣٦٧ ، والمحرر الوجيز ١ / ٤٤٥ ، والتفسير الكبير ٨ / ٧٣.
(١١) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٣٨٢ ، والكشاف ١ / ٣٦٧ ، ومجمع البيان ٢ / ٣٠٧.
(١٢) ينظر : الكشاف ١ / ٣٦٧ ، والتفسير الكبير ٨ / ٧٣ ، والبحر المحيط ٢ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠.
(١٣) وهو قول الكوفيّين ، ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٢١ ـ ٤٢٢ ، وإعراب القرآن ١ / ٣٨٢ ، والمحرر الوجيز ١ / ٤٤٦. والبصريون لا يجيزون في أسماء الإشارة أن تكون موصولة إلا في (ذا) وحدها ، ينظر : الكتاب ٢ / ٤١٦ ـ ٤١٩ ، والإنصاف في مسائل الخلاف ٢ / ٧١٧ (مسألة ١٠٣) ، وائتلاف النصرة ٦٧ (مسألة ٥٩).
(١٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٢١ ، والتفسير الكبير ٨ / ٧٣ ، والبحر المحيط ٢ / ٤٩٩.
(١٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٢١ ، وتفسير البغوي ١ / ٣٠٩ ، والكشاف ١ / ٣٦٧.