ثلاث مئة رطل وبقياسها الجوشن وسائر السلاح ، ووجد (١) طالوت الملك يطوف على أصحابه ويحرّضهم (٥٤ ظ) ويضمن لمن خرج نصف ملكه وتزويج ابنته ، فقال داود : أنا أخرج إليه ، فاستحقره ، واستحقره النّاس أيضا ، وقالت إخوته : إنّما يقول هذا القول من غرّته وصباه ، ثمّ قال له طالوت : هل جرّبت نفسك؟ قال : نعم ، قصد الأسد ذات يوم سائمة أبي فأخذت بفكّيه وشققته نصفين ، قالت إخوته : إنّ هذا لمن غرّته أيضا حيث خاطر بنفسه للسّائمة (٢) ، قال داود عليهالسلام : كان ذلك أمانة منّي وشفقة على مالي ، فدعا له طالوت بالبركة فإذا هو طويل عليه ، فنزعه وبرز إلى جالوت وفي يده مقلاع ، وملقاع لغة ، قال جالوت : بم تقاتلني أيّها الصبيّ؟ قال : بمقلاعي هذا ، قال : أبمثله (٣) يقاتل الملوك؟ قال داود : وهل يرمى الكلب إلا بالحجر؟ ثمّ أدخل يده في مخلاته ليستخرج الحجر من تلك الثلاثة فإذا هي تراكمت فصارت (٤) كتلة واحدة ، فأخرجها وجعلها في ملقاعه (٥) وأدارها من فوق رأسه ثمّ رمى بها جالوت ، فلمّا انتهت إليه صارت ثلاثة كما كانت ، فوقع أحد الثلاثة في رأسه والآخر في فؤاده والآخر في خاصرته (٦) ، فخرّ جالوت قتيلا ، ونفذت الأحجار منه فقتلت أناسا كثيرا (٧) من الكفّار ، وانهزم الباقون (٨).
ثمّ إنّ طالوت ندم على ما ضمن من تزويج ابنته ونصف ملكه ، وحسد داود عليهالسلام ، وتوارى منه داود عليهالسلام ، وافترقت بنو إسرائيل فرقتين ، وطال القتال إلى أن صفا الأمر لداود عليهالسلام ، وجمع له الملك والنّبوّة ، وتاب طالوت بعد شرّ كثير واستشهد هو وبنوه في سبيل الله (٩).
وعن مقاتل (١٠) أنّ أصحاب جالوت (١١) كانوا من بني إسرائيل أيضا إلا أنّهم كانوا كفّارا. وذكر ابن المقفع (١٢) أنّ جالوت كان من عشيرة (١٣) فرعون. وعن قتادة أنّ هذا النّبيّ هو يوشع
__________________
(١) في ك : وجد ، والواو ساقطة.
(٢) في ب : السائمة.
(٣) في ب : بمثله.
(٤) في ع : وصارت.
(٥) في ك : مقلاعه.
(٦) في ك : خاصريه.
(٧) في ع : كثيرة.
(٨) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٦٨١ ـ ٦٨٣ ، وتفسير البغوي ١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣ ، والقرطبي ٣ / ٢٥٦ ـ ٢٥٨.
(٩) ليس في ك. وينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٦٨٣ ـ ٦٨٤ ، وتفسير البغوي ١ / ٢٣٣ ـ ٢٣٥.
(١٠) في ك : مجاهد.
(١١) في ك : طالوت.
(١٢) في ع : المقنع.
(١٣) في ك : عثرة.