والمراد بالعقلاء (١) المعتبرون الذين غلب عقلهم على هواهم لحصول فائدة الآيات (٢).
وقيل (٣) : المراد به المخاطبون للزوم الحجّة إيّاهم.
١٦٥ ـ (مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ (٣٩ ظ) اللهِ أَنْداداً) : أي : يتّخذ لله أندادا من دونه ، إذ لا موازي لله تعالى ، وكلّ شيء دونه ، ولأنّهم لم يكونوا يزعمون أنّ له شريكا موازيا ، إذ كانوا يقولون في تلبيتهم : تملكه وما ملك.
و (الحبّ) (٤) أعلى مراتب الارتضاء. ورفع التشبيه بحبهم تسمية الله وإن لم يعرفوا ذاته حقيقة ، على أنّه يجوز حبّ غير المعروف كحبّنا كلّ عبد صالح (٥). ثمّ إنّ المؤمنين (أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)؛ لأنّهم يعبدونه ليتقرّبوا إليه ، والكفّار يعبدون الأصنام ليتقرّبوا (٦) إلى الله زلفى (٧) ، فمن أحبّ شيئا لنفسه أشدّ حبّا له ممّن يحبّ شيئا لغيره (٨) ، ولأنّ المؤمنين يفدون أنفسهم في سبيله (٩) ثمّ لا يندمون ، والكفّار يفدون أنفسهم في سبيل الطّاغوت ثمّ يندمون (١٠).
(وَلَوْ يَرَى (١١) الَّذِينَ ظَلَمُوا) : في محلّ النصب على قراءة التاء (١٢) ، وفي محلّ الرّفع على قراءة الياء (١٣).
و (إِذْ) في محلّ النّصب (١٤).
وجواب (لو) على قراءة التاء : لرأيت أمرا عظيما ، أو لرأيت أنّ القوّة لله جميعا (١٥) ، وعلى
__________________
(١) في الآية نفسها : (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
(٢) ينظر : تفسير الطبري ٢ / ٨٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٢ / ٦٠ ، والكشاف ١ / ٢١١.
(٣) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٢ / ٦٠ ، ومجمع البيان ١ / ٤٥٧.
(٤) في الآية نفسها : (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ). وبعده في ك وع : على ، بدل (أعلى).
(٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٢ / ٦٢ ـ ٦٣ ، والتفسير الكبير ٤ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.
(٦) في الأصل وك وب : ليقربوا.
(٧) في ب : تلقى ، وهو تحريف.
(٨) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٢ / ٦٣ ، ومجمع البيان ١ / ٤٦٢.
(٩) في ع وب : لسبيله ، بدل (في سبيله).
(١٠) ينظر : تفسير البغوي ١ / ١٣٦ ، والبحر المحيط ١ / ٦٤٤.
(١١) (ولو يرى) ليس في ك وب.
(١٢) أي : ترى ، وقرأ بها نافع وابن عامر ، ينظر : السبعة ١٧٣ ـ ١٧٤ ، والكشف ١ / ٢٧١ ، والتيسير ٧٨. ويكون (الذين ظلموا) في محل النصب ، ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٢ / ٦٤ ، ومجمع البيان ١ / ٤٦١ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ١٣٣.
(١٣) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٢ / ٦٤ ، ومجمع البيان ١ / ٤٦١ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ١٣٣.
(١٤) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ١٣٦.
(١٥) ينظر : تفسير الطبري ٢ / ٩٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٢٣٩ ، وحجة القراءات ١١٩ ـ ١٢٠.