أُمْنِيَّتِهِ) [الحج : ٥٢](١).
ونصب (الأمانيّ) ؛ لأنّه مستثنى عن منصوب ، كقولك : ما رأيت زيدا إلا وجهه (٢).
(وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) : أي : وما هم إلا ظانّين ، قال الله تعالى : (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) [فاطر : ٢٣](٣).
٧٩ ـ (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) : نزلت في أحبار اليهود (٤) ، وفيها دلالة أنّهم أسوأ حالا ، وأشدّ ذمّا من الأمّيّين.
و (الويل) : الحزن والبؤس ومشقّة العذاب (٥) ، قال الفرّاء (٦) : الأصل فيه (وي) ، ثمّ وصلت به اللام وأعرب.
وعن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّ الويل واد في جهنّم يهوي الكافر أربعين خريفا لا يصل إلى قعره (٧). وعن ابن عبّاس (٨) وأبي عياض : الويل صهريج في النار (٩) ، والصهريج كالحوض (١٠).
وإنّما أكّد الكتابة باليد لأنّه أراد به (١١) كتابتهم أشياء من تلقاء أنفسهم في التوراة ، كقوله (١٢) : (ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) [التوبة : ٣٠].
(مِمَّا كَتَبَتْ) : أي : من أجل ما.
و (الأيدي) : جمع يد ، وأصله : يدي ، وتصغيره : يديّة (١٣).
و (الكسب) (١٤) : قريب من الاجتلاب لا يوجد إلا مع الوسع (١٥).
__________________
(١) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٤٩ ، وتفسير غريب القرآن ٥٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ١٥٩.
(٢) أجمعت المصادر التي بين يدي على أنه استثناء منقطع ، ينظر : إعراب القرآن ١ / ٢٤٠ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٩٨ ، والبحر المحيط ١ / ٤٤٢.
(٣) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ١٠٠ ، وتفسير البغوي ١ / ٨٨ ، ومجمع البيان ١ / ٢٧٦.
(٤) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٨٩ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٧٠ ، وتفسير القرطبي ٢ / ٦ ـ ٧.
(٥) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٤٠١ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ٣٢١.
(٦) ينظر : زاد المسير ١ / ٩١ ، وتفسير القرطبي ٢ / ٨.
(٧) ينظر : صحيح ابن حبان ١٦ / ٥٠٨ ، والمستدرك ٢ / ٥٥١ ، والتخويف من النار ٨٤.
(٨) (ابن عباس) ليس في ك وب.
(٩) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٥٣٤ ، والقرطبي ٢ / ٨ ، والتخويف من النار ٨٥.
(١٠) ينظر : لسان العرب ٢ / ٣١٢ (صهرج).
(١١) في ع : بهم.
(١٢) في ب : كقولك ، وهو خطأ. وينظر : تفسير الطبري ١ / ٥٣٦ ، والنكت والعيون ١ / ١٣٢ ، وتفسير القرطبي ٢ / ٩.
(١٣) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٨١ ، والممتع ٢ / ٦٢٤ ، والبحر المحيط ١ / ٤٣٧.
(١٤) الآية نفسها : (وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ).
(١٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ ، ومجمع البيان ١ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨.