تسكنّي جنّتك؟ قال : بلى ، قال : يا ربّ ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال : بلى ، قال : أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنّة؟ قال : بلى ، وهو قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ)(١).
وعن عبيد بن عمير هي قوله : يا ربّ خطيئتي التي أخطأتها أشيء كتبته عليّ قبل أن تخلقني أم شي ابتدعته من قبل نفسي؟ فقال الله عزوجل : بل (٢) شيء كتبته عليك قبل أن خلقتك (٣) ، قال : فكما كتبته عليّ فاغفر لي (٤).
وعن الحسن وقتادة وابن زيد أنّها قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) ، الآية [الأعراف : ٢٣](٥).
وعن مجاهد هي قوله : اللهمّ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فإنّك أنت خير الغافرين ، اللهمّ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّ إنّي ظلمت نفسي فارحمني فإنّك أنت خير الراحمين ، اللهمّ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّ إنّي ظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم (٦).
وقيل (٧) : هي قوله حين عطس فحمد : يرحمك ربّك.
وقيل : هي قوله : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) ،(٨) الآية [البقرة : ٣٨].
وقيل : إنّها قوله : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ) ، الآية [الصافات : ١٧١].
وقيل : إنّها قوله : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة : ٣٠].
وقيل : إنّها جميع ما ذكرنا.
(فَتابَ عَلَيْهِ) : قبل توبته ، والتّوب : العود والرّجوع (٩).
وإنّما لم يقل : عليهما ؛ لأنّ آدم (١٠) استغفر لنفسه ولحوّاء ، فإذا ثبت استجابة دعوته ثبت غفران حوّاء.
و (التَّوَّابُ) : كثير المراجعة ، أي (١١) : قبول توبة التائبين.
__________________
(١) ينظر : سنن سعيد بن منصور ٢ / ٥٥٢ ، وتفسير الطبري ١ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ، والمستدرك ٢ / ٥٩٤.
(٢) ساقطة من ك.
(٣) في ع : أخلقك.
(٤) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٤٩ ، والبغوي ١ / ٦٥ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٣٠.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٤٧ و ٣٤٨ و ٣٥٠ ، والنكت والعيون ١ / ٩٧ ، وتغليق التعليق ٤ / ٥.
(٦) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٥٠ ، والعظمة ٥ / ١٥٤٩ ، ومجمع الزوائد ٨ / ١٩٨.
(٧) ينظر : تفسير القرطبي ١ / ٣٢٤ ، والبحر المحيط ١ / ٣١٨.
(٨) ليس في ب.
(٩) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٣٣١ ، والنكت والعيون ١ / ٩٧ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ١٦٩ و ١٧١.
(١٠) في ب : لآدم ، بدل (لأن آدم). وينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ١٧٢ ، ومجمع البيان ١ / ١٧٥ ـ ١٧٦ ، وتفسير القرطبي ١ / ٣٢٥.
(١١) في الأصل وع وب : إلى. وينظر : مجمع البيان ١ / ١٧٥ ، وتفسير القرطبي ١ / ٣٢٦ ، والبحر المحيط ١ / ٣٢٠.