لَهُ عَزْماً) [طه : ١١٥].
فإن قيل : هل يجوز أن يعتقد نبيّ بأنّ الله (١) تعالى نهاه عمّا فيه صلاحه؟ قلنا : يجوز بأن يعتقد أنّ (٢) الله تعالى نهاه عمّا فيه صلاح من وجه وفساد من وجه ، كقتل موسى القبطيّ حيث صار سببا لملاقاته شعيبا ومفارقته فرعون ، وكشرب أبي طيبة الحجّام دم النبيّ صلىاللهعليهوسلم صار سببا لحرمة جسمه (٣) على النار ، والله تعالى قال : (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) [البقرة : ٢١٩] ، فكذلك ظنّ آدم عليهالسلام نوع صلاح في المنهيّ عنه بغرور إبليس عليه اللعنة من غير أن ظنّ (٤) المحال بالله.
(عَدُوٌّ) : مبغض (٥).
(وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) : موضع قرار واستقرار (٦).
(وَمَتاعٌ) : منفعة (٧). وهو اسم لما يتمتّع وينتفع به من حياة أو ملبوس أو مطعوم أو مشروب أو غير ذلك (٨).
(إِلى حِينٍ) : منتهى الآجال وقيام الساعة (٩). وإنّما ذكر ذلك لينبّههم بالتوقيت على زوال الدنيا ، فلا يركنوا إليها (١٠).
٣٧ ـ (فَتَلَقَّى) : تلقّى : أخذ (١١) وأصاب ، وفي اللغة قريب من الاستقبال ، نهى صلىاللهعليهوسلم عن تلقّي الركبان (١٢) ، أي : عن استقبالهم.
واختلفوا في الكلمات ، فعن ابن عبّاس والسدّي وأبي العالية وقتادة أنّ آدم (١٣) قال : يا ربّ ألم تخلقني بيدك؟ قال الله تعالى : بلى ، قال : يا ربّ ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال : بلى ، قال : ألم
__________________
(١) في ك : بالله ، بدل (بأن الله).
(٢) في ك وع : بأن.
(٣) ساقطة من ع.
(٤) في ب : ظنّ أن ، بدل (أن ظنّ).
(٥) في ع : ببغض ، وهو تحريف.
(٦) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٦ ، وتفسير الطبري ١ / ٣٤٥ ، والكشاف ١ / ١٢٨.
(٧) في ب : ومنفعة. وينظر : تأويل مشكل القرآن ٥١٢ ، والعمدة في غريب القرآن ٧٣ ، وزاد المسير ١ / ٥٧.
(٨) ينظر : النكت والعيون ١ / ٩٦ ـ ٩٧.
(٩) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٤٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ١١٦ ، والنكت والعيون ١ / ٩٧.
(١٠) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ١٣٠.
(١١) النسخ الأربع : وأخذ ، والواو مقحمة. وينظر : غريب القرآن وتفسيره ٦٨ ، وتفسير غريب القرآن ٤٦ ، وتفسير الطبري ١ / ٣٤٧.
(١٢) ينظر : صحيح البخاري ٢ / ٧٩٥ ، ومسلم ٣ / ١١٥٧ ، ونصب الراية ٤ / ٤٨٠ و ٦ / ١٦٢ ـ ١٦٣.
(١٣) (أن آدم) ساقطة من ب.