الشيطان) ، أي : نحّاهما (١). والشيطان ههنا هو إبليس لعنه الله (٢).
(عَنْها) : عن الوصيّة على (٣) القراءة الأولى ، وعن الجنّة على القراءة الأخرى (٤).
(فَأَخْرَجَهُما) : خلّى المكان عنهما. ولم يكن إبليس قادرا على الإخراج ، ولكن لمّا حصل خروجهما بسبب وسوسته أسند إليه ، كما يقال : نفع الدّواء ، وقتل السّمّ (٥).
(مِمَّا كانا فِيهِ) : من النعيم (٦).
(وَقُلْنَا) : واو العطف.
(اهْبِطُوا) : انزلوا (٧). والهبوط ضدّ الصعود (٨).
(بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ) : خطاب لآدم وحوّاء والحيّة (٩) وإبليس وطاووس ؛ لأنّ حيّة دخلت بإبليس في الجنّة ، وهي كانت تخدم آدم وحوّاء في الجنّة ، ولها قوائم وصورة حسنة. ويروى أنّ إبليس طلب الوصول إلى آدم من خزان الجنّة (١٠) فأبوا عليه إلا الطاووس فإنّه دلّه إلى الحيّة ، فأتاها وطلب منها الوصول فمكّنته حتى اختفى في لحييها (١١) فدخلت به إليهما ، ولم يشعر به سائر الخزنة ، فمسخ الله الحيّة وسلب قوائمها ، وجعل أكلها التراب ، وأخرجها والطاووس من الجنّة ، وقال للجميع : اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ (١٢).
وقيل (١٣) : خطاب لآدم وحوّاء ومن في صلبه ، كقولك لإنسان : كأنّي بك وقد تزوّجت وولد أولاد وكثرتم ، إذا فيدخل أولاده في الخطاب ولم يكونوا بعد.
ثمّ إنّ أكل آدم إنّما كان طمعا في القرب من الله تعالى بالبقاء في جواره ، أو (١٤) القدرة على عبادة الله كملائكة الله ، وكان ذلك عند غلبة الحرص وزوال التمالك ، قال الله تعالى : (وَلَمْ نَجِدْ
__________________
(١) تفسير غريب القرآن ٤٦ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ١٦١ ، والوجيز ١ / ١٠٠.
(٢) ينظر : المحرر الوجيز ١ / ١٢٨ ، ومجمع البيان ١ / ١٧١ ، وزاد المسير ١ / ٥٥.
(٣) في ك : عن.
(٤) في ب : الأولى ، وهو سهو. وينظر : المحرر الوجيز ١ / ١٢٩ ، وزاد المسير ١ / ٥٥ ، والبحر المحيط ١ / ٣١٤.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٤٢ ، ومجمع البيان ١ / ١٧١.
(٦) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٤٢ ، والكشاف ١ / ١٢٨.
(٧) ينظر : الوجيز ١ / ١٠٠ ، والكشاف ١ / ١٢٨ ، ومجمع البيان ١ / ١٧٧.
(٨) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ١٦٣.
(٩) ساقطة من ب.
(١٠) (من خزان الجنة) ساقطة من ب.
(١١) في ب : لحييه ، والألف ساقطة.
(١٢) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٦٤ ، وروح المعاني ١ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦.
(١٣) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٣١ ، والنكت والعيون ١ / ٩٦.
(١٤) في ب : إذ.