وأما نوح ـ عليهالسلام ، فلا يبعد أن مبعثه كان بين الشرقين الأوسط والأدنى.
وأما هود وصالح وشعيب ، فكانوا بأرض العرب فى جنوب الجزيرة العربية ، ما بين حضرموت والشّحر.
وصالح كان فى شمالها ما بين الشام والحجاز ، وشعيب فى غربها بأرض مدين جنوب الأردن.
ولوط ـ عليهالسلام ـ كان قد هاجر مع إبراهيم الخليل من أرض بابل بالعراق ، فبعثه الله تعالى إلى المؤتفكات ، وكانت خمس مدن كبيرة أشهرها مدينة سدوم ، وعمورة ، فأهلك الله تلك البلاد لفسادهم وخبثهم ، ونجّى لوطا ومن معه من المؤمنين ، فانتقلوا إلى أرض الشام ، وأقاموا بها ، يقول القرآن : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ) [الأنبياء : ٧١]
* ولقد فهم بعض ـ أن الرسل الذين أورد القرآن أنباءهم إنما بعثوا إلى المنطقة العربية وحدها .. وتساءلوا ، هل كانت هذه المنطقة وحدها هى موطن النبوّات فقط؟
وهل خلت الأرض فيما عدا هذه المنطقة من الأنبياء والمرسلين؟
لقد ذكر القرآن أن الحق ـ تبارك وتعالى ـ أوحى إلى رسل كثيرين فى أمم شتى ، منهم من قصّ علينا نبأه ، ومنهم من لم يقصص علينا نبأه ، فقال عزوجل :
([وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
[النحل : ٣٦]
وقال سبحانه : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ، وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) [فاطر : ٢٤]