٤ ـ إبراء الأكمه والأبرص :
كما قال الحق سبحانه ـ على لسانه ـ (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ)
[آل عمران : ٤٩]
وقال عزوجل : (وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي) [المائدة : ١١٠]
والأبرص : الذى به وضح ، والأكمه : الذى ولد أعمى ، ولم ير ضوءا قط ، ولم يكن فى الإسلام أكمه غير قتادة ، وإنما خص هذين لأنهما أعيا الأطباء ، وكان الغالب على زمان عيسى الطب ، فأراهم المعجزة من جنس ذلك.
ويروى أن عيسى ـ عليهالسلام ـ مرّ بدير فيه عميان ، فقال : ما هؤلاء؟ فقيل : هؤلاء قوم طلبوا للقضاء فطمسوا أعينهم بأيديهم ، فقال : ما دعاكم إلى ذلك؟ قالوا : خفنا عاقبة القضاء ، فصنعنا بأنفسنا ما ترى ، فقال : أنتم العلماء والحكماء ، والأحبار الأفاضل .. امسحوا أعينكم بأيديكم ، وقولوا : (باسم الله) ففعلوا ذلك ، فإذا هم جميعا قيام ينظرون (١)
٥ ـ إحياء الموتى بإذن الله.
كما قال الحق على لسانه : (وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ) [آل عمران : ٤٩]
وقال عز شأنه : (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) [المائدة : ١١٠]
أحيا عيسى ـ عليهالسلام ـ أمواتا بإذن الله ، منهم العاذر ، وكان صديقا له ، فأرسلت أخته إلى عيسى ، أن أخاك العاذر يموت ، فأتى إليه ، وكان بينه وبينه مسيرة ثلاثة أيام ، فأتاه هو وأصحابه فوجدوه قد مات منذ ثلاثة أيام ، فقالوا لأخته : انطلقى بنا إلى قبره ، فانطلقت معهم إلى قبره ، وهو فى صخرة مطبقة ، فقال عيسى ـ عليهالسلام ـ :
__________________
(١) قصص الأنبياء للثعالبى ص ٤٢٢