عزموا أمرهم على إلقاء يوسف في الجب ، (وَهُمْ يَمْكُرُونَ) (١٠٢) ؛ به ، وكان مكرهم إلقاءهم إياه في البئر.
قوله تعالى : (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (١٠٣) ؛ أي وما أكثر الناس بمؤمنين بالقرآن والرسول ولو حرصت يا محمّد على دعائهم إلى الإيمان وجهدت كلّ الجهد.
قوله تعالى : (وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ؛) أي وما تسألهم يا محمّد على دعائهم إلى الله من جعل في مالهم فيصدّهم ذلك عن الإيمان. قوله تعالى : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (١٠٤) ؛ أي ما القرآن إلا موعظة للعالمين.
وقوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) (١٠٥) ؛ أي فكم من آية دالّة على وحدانيّة الله مما في السّموات من الشمس والقمر والنجوم ، وما في الأرض من الأشجار والجبال والنبات وغير ذلك من الحيوانات ، يرونها ويشاهدونها ثم لا يستدلّون بذلك على أنّ لها مدبرا حكيما عليما قادرا لا يشبهه شيء من المخلوقات. ويقال : أراد بالآيات التي في الأرض آيات عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ، كان أهل مكة يمرّون عليها في أسفارهم ولا يتّعظون بهم.
قوله تعالى : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١٠٦) ؛ أي ما يصدّق أكثرهم بلسانهم إلا وهم مشركون به غيره ؛ لأنّهم يؤمنون من وجه ، كما قال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ)(١) ويشركون من وجه وهو عبادتهم الأصنام ، وقال الحسن : (المراد بهذه الآية أهل الكتاب معهم إيمان من وجه وشرك من وجه ، فإنّ مع اليهود إيمانا بموسى وكفرا بمحمّد صلىاللهعليهوسلم).
قوله : (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ ؛) أي أفأمن الكفار أن يغشاهم العذاب من الله ، (أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١٠٧) بنزول العذاب.
__________________
(١) الزخرف / ٨٧.