قوله تعالى : (قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا ؛) أي ادع الله أن يغفر لنا ذنوبنا ، (إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ) (٩٧) ؛ أي مسيئين عاصين لله. قوله تعالى : (قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ؛) روي أنه قال لهم يوسف : أدعو لكم ربي ليلة الجمعة آخر السّحر ، (إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ ؛) لعباده ، (الرَّحِيمُ) (٩٨) لهم ، ويقال : إنّهم التمسوا منه أن يستغفر لهم على الدوام ، وأن يجعلهم في ورده في الدّعاء.
قوله تعالى : (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ؛) روي أن يوسف كان يبعث إلى يعقوب بمائتي راحلة ، وسأله أن يأتيه بأهله أجمعين ، فتهيّأ يعقوب للخروج ، فلما دنا من مصر ، وكان يوسف قد خرج في أربعة آلاف من الجند ، فلما رأى يعقوب الخيل قال : ما هذا؟
قال : هو ابنك ، فلما دنا كلّ واحد من صاحبه ، ابتدأ يعقوب بالسلام فقال : السّلام عليك يا مذهب الأحزان ، ثم عانق كلّ واحد منهما صاحبه وبكيا. فقال يوسف : يا أبت بكيت عليّ حتى ذهب بصرك؟ قال : نعم ، قال : يا أبت حزنت عليّ حتى انحنيت؟ قال : نعم ، قال : يا أبت أما علمت أن القيامة تجمعنا؟ قال : إنّي خشيت أن يسلب دينك فلا نجتمع.
قوله تعالى : (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) أي ضمّهما إلى نفسه وأنزلهما عنده ، قال عامّة المفسّرين : يعني أباه وخالته ؛ لأن أمّه كانت قد ماتت قبل ذلك ، وكان موتها نفاسها ببنيامين ، ولأن بنيامين بلغة العبرانية ابن الوجيع.
قوله تعالى : (وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) (٩٩) ؛ من العدوّ والقحط والأسواء كلّها. قوله تعالى : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ؛) أي رفعهما معه على سرير.
قوله تعالى : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ؛) أي سجد له أبوه وخالته وإخوته الأحد عشر سجود تحيّة وتشريف ، وكان في ذلك الزمان يسجد الوضيع للشريف ، وقد تقدّم نسخ هذا السجود في سورة البقرة ، وعن عمر رضي الله عنه : (أنّه خرج إلى بعض