وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [ما من صاحب كنز لا يؤدّي زكاته إلّا أحمي عليه في نار جهنّم فيجعل صفائح فتكوى بها جبينه وجنباه حتّى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ممّا تعدّون ، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار.
وما من صاحب إبل لا يؤدّي زكاتها إلّا بطح لها بقاع قرقر تسير عليه ، كلّما مضى عليه آخرها ردّ عليه أوّلها حتّى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره ألف سنة ، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار. وما من صاحب بقر لا يؤدّي زكاتها إلّا بطح لها بقاع قرقر تسير عليه ، كلّما مضى آخرها ردّ عليه أوّلها حتّى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره ألف سنة ، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار.
وما من صاحب غنم لا يؤدّي زكاتها إلّا بطح لها بقاع قرقر تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ، كلّما مضى عليه آخرها ردّ أوّلها حتّى يقضي الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ممّا تعدّون ، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار](١).
قوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ؛) معناه : إن عدّة الشّهور التي تتعلّق بها الأحكام من الحجّ والعمرة والزكاة والأعياد وغيرها اثنا عشر شهرا على منازل العمرة ، تارة يكون الحجّ والصوم في الشّتاء ، وتارة في الصيف على اعتبار الأهلّة. وقوله تعالى : (فِي كِتابِ اللهِ) يعني اللّوح المحفوظ ، قوله تعالى : (يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) إنّما قال ذلك ؛ لأن الله تعالى أجرى الشمس والقمر في السّموات يوم خلق السموات والأرض.
__________________
(١) أخرجه مسلم في الصحيح : كتاب الزكاة : باب إثم مانع الزكاة : الحديث (٢٦٢٤ / ٩٨٧) مطولا. والطبري في جامع البيان : الحديث (١٢٩٤٧) مختصرا. ولقد كرر الناسخ كلمة (غنم) بدلا من (إبل ، وبقر) ، وضبطت كما في صحيح مسلم.