والمعنى : حسّن للناس حبّ اللّذات والشهوات والمشتهيات من النساء والبنين ، بدأ بالنساء لأنّهن حبائل الشيطان وأقرب إلى الإفتتان ويحملن الرجال على قطع الأرحام والآباء والأمّهات وجمع المال من الحلال والحرام. وقوله تعالى : (وَالْبَنِينَ) قال صلىاللهعليهوسلم : [هم ثمرة القلوب وقرّة الأعين ؛ وإنّهم مع ذلك لمجبنة مبخلة](١).
قوله تعالى : (وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ) من القناطير ، جمع قنطار ، واختلفوا فيه ، فقال الربيع : (القنطار هو المال الكثير بعضه على بعض). وقال ابن كيسان : (هو المال العظيم). وعن أبي هريرة : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [القنطار اثنا عشر ألف أوقيّة](٢) ، وعن أنس : (أنّ القنطار ألف مثقال). وعن معاذ : (ألف ومائتا أوقيّة) (٣). وعن أنس أيضا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [ألفا مثقال]. وعن عكرمة : (مائة ألف ومائة منّ ومائة رطل ومائة مثقال ومائة درهم). وقيل القنطار : ما بين السماء والأرض من المال ، وقيل : ملء مسك ثور ذهبا وفضّة ، وقال ابن المسيّب وقتادة : (ثمانون ألفا). وعن مجاهد : (سبعون ألفا). وعن الحسن أنه قال : (القنطار مثل دية أحدكم). وحاصله أن القنطار : هو المال الكثير.
وقوله تعالى : (الْمُقَنْطَرَةِ)) ؛ قال قتادة : (أي المنضّدة بعضها على بعض). وقال بعضهم : المقنطرة : المدفونة. وقال السديّ : (المضروبة المنقوشة). قوله تعالى : (مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) سمي الذهب ذهبا لأنه يذهب ولا يبقى ، والفضة لأنّها تنفضّ أي تتفرّق.
قوله تعالى : (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) الخيل جمع لا واحد له من لفظه ، واحده فرس ، والمسوّمة هي الرواتع من السّوم وهو الرعي ، قال الله : (شَجَرٌ فِيهِ
__________________
(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند : ج ٥ ص ٢١١ عن الأشعث بن قيس ؛ وفيه قصة. وفي جامع المسانيد : ج ١ ص ٣٥٧ : الحديث (٣٦٨) قال ابن كثير : «رواه الطبراني من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن زيد عن علي بن رباح عن الأشعث مرفوعا».
(٢) أخرجه ابن ماجة في السنن : كتاب الأدب : باب بر الوالدين : الحديث (٣٦٦٠) ، وإسناده صحيح.
(٣) أخرجه الطبراني في جامع البيان : النص (٥٢٦٧).