معناه : كثير النبات والشجر. وقيل : إنّ كلّ جبل فيه شجر مثمر فهو سينين وسيناء بلغة النبط. (١)
[٣] (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣))
(الْبَلَدِ الْأَمِينِ). يعني مكّة يأمن فيه الخائف. فالأمين يعني المؤمن ؛ يؤمن من يدخل فيه. (٢)
عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام عنه صلىاللهعليهوآله : انّ التين المدينة ، والزيتون بيت المقدس ، وطور سينين الكوفة ، والبلد الأمين مكّة. (٣)
[٤ ـ ٦] (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦))
(لَقَدْ خَلَقْنَا). جواب القسم. وأراد بالإنسان الجنس ، آدم وذرّيّته. (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) : في أحسن صورة. وقيل : منتصب القامة. (أَسْفَلَ سافِلِينَ) : إلى الخرف وأرذل العمر ونقصان العقل في زمان الشيخوخة. وقيل : معناه : إلى النار. لأنّ بعضها أسفل من بعض. فيكون المراد الكفّار. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا). فإنّهم لا يردون النار. وعلى الأوّل إنّ المؤمن لا يرد إلى الخرف وإن عمّر طويلا. قال إبراهيم : إذا بلغ المؤمن من الكبر ما يعجز عن العمل ، كتب له ما كان يعمل. وهو قوله : (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) ؛ أي : غير منقوص أو غير مقطوع. (٤)
[٧] (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧))
(فَما يُكَذِّبُكَ) أيّها الانسان بعد هذه الحجج (بِالدِّينِ) الذي هو الجزاء والحساب؟ أي : ما يحملك على تكذيب المعاد؟ فإنّ الذي قدر على خلقك شابّا وردّك إلى أرذل العمر ، يقدر
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٧٧٥.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٧٧٥.
(٣) الخصال / ٢٢٥ ، ح ٥٨.
(٤) مجمع البيان ١٠ / ٧٧٥ ـ ٧٧٦.