الوزر. فإنّ المقصود من الوضع أن لا يكون ثقل. وقال علم الهدى : لا يمتنع أن يكون الوزر في الآية إنّما أراد به غمّه بما كان عليه قومه من الشرك وأنّه وأصحابه مقهور بينهم ومستضعف. فلمّا أعلى [الله] كلمته وشرح صدره ، خاطبه بهذا الخطاب تذكيرا له بموقع النعمة ليقابله بالشكر. وإعلاء الكلمة ، وإن كان بالمدينة وهذه السورة مكّيّة ، لكن يجوز أن يراد بلفظ الماضي هنا الاستقبال ، أو يكون وعدا له أنّه سيفعل به هذا. (١)
(وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ). قال : بعليّ الحرب. (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) ؛ أي : أثقله. (٢)
[٤] (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤))
(وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) ؛ يعني : قرنّا ذكرك بذكرنا ، فلا أذكر إلّا وتذكر معي. يعني في الأذان والإقامة والتشهّد والخطبة. (٣)
(وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) : تذكر إذا ذكرت بالشهادة. (٤)
[٥ ـ ٦] (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦))
(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً). وعده الرخاء بعد الشدّة. وذلك أنّه كان بمكّة ذا شدّة. أي : مع الفقر سعة. وقيل : معناه : انّ مع الشدّة التي أنت فيها من مزاولة المشركين يسرا ورخاء بأن يظهرك الله عليهم حتّى ينقادوا للحقّ الذي جئتهم به طوعا أو كرها. ثمّ كرّر ذلك. وعن ابن عبّاس قال : يقول الله : خلقت عسرا واحدا وخلقت يسرين. فلن يغلب عسر يسرين. قال الفرّاء : إنّ العرب تقول : إذ ذكرت نكرة وأعدتها نكرة مثلها ، صارتا اثنتين. كقولك : كسبت درهما وأنفقت درهما. وإذا أعدتها معرفة ، تكون عينها. وقيل : إنّ الله بعث نبيّه وهو مقلّ وكانت قريش تعيّره بذلك ، فظنّ أنّهم إنّما يكذّبوه لفقره ، فوعده الله الغنى ليزيل عنه الغمّ وأنجز له وعده بفتح البلاد. ثمّ ابتدأ فضلا آخر فقال ثانيا : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً).
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٧٧٠ ـ ٧٧١.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٤٢٨.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٧٧١.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ٤٢٨.