فَلْيَكْفُرْ). (١) ويجوز ان يكون (لِمَنْ شاءَ) بدل من (لِلْبَشَرِ) على أنّها منذرة للمكلّفين الممكّنين الذين إن شاؤوا تقدّموا ففازوا وإن شاؤوا تأخّروا فهلكوا. (٢)
(أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ). من تقدّم إلى ولايتنا ، أخّر عن سقر. ومن تأخّر عنّا ، تقدّم إلى سقر. (٣)
[٣٨ ـ ٣٩] (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (٣٩))
(رَهِينَةٌ). اسم بمعنى الرهن. كالشتيمه بمعنى الشتم. كأنّه قيل : كلّ نفس بما كسبت رهن بكسبها عند الله غير مفكوك (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ). فإنّهم فكّوا عنه رقابهم بما أطابوه من كسبهم ، كما يخلّص الراهن رهنه بأداء الحقّ. وعن عليّ عليهالسلام : هم الأطفال. لأنّهم لا أعمال لهم يرتهنون بها. وعن ابن عبّاس : هم الملائكة. (٤)
(إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ). قال : هم ـ والله ـ شيعتنا. (٥)
[٤٠ ـ ٤٢] (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢))
(فِي جَنَّاتٍ) لا يكتنه وصفها (يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ) ؛ أي : يسأل بعضهم بعضا عنهم. أو يتساءلون غيرهم عنهم. كقولك : دعوته وتداعيناه. فإن قلت : كيف طابق قوله : (ما سَلَكَكُمْ) وهو سؤال للمجرمين قوله : (يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ) وهو سؤال عنهم؟ وإنّما [كان] يتطابق ذلك لو قيل : يتساءلون المجرمين : ما سلككم؟ قلت : (ما سَلَكَكُمْ) ليس ببيان للتساؤل عنهم. وإنّما هو حكاية قول المسؤولين عنهم. لأنّ المسؤولين يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين فيقولون : قلنا لهم : ما سلككم؟ (٦)
[٤٣] (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣))
__________________
(١) الكهف (١٨) / ٢٩.
(٢) الكشّاف ٤ / ٦٥٤.
(٣) الكافي ١ / ٤٣٤ ، ح ٩١ ، عن الكاظم عليهالسلام.
(٤) الكشّاف ٤ / ٦٥٤ ـ ٦٥٥.
(٥) الكافي ١ / ٤٣٤ ، ح ٩١ ، عن الكاظم عليهالسلام.
(٦) الكشّاف ٤ / ٦٥٥.