يشكّون فيه فيزيدهم كفرا وضلالا. (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ) وما عليه كلّ جند من العدد الخاصّ من كون بعضها على عدد كامل وبعضها على عدد ناقص وما في اختصاص كلّ جند بعدده من الحكمة (إِلَّا هُوَ). كما لا يعرف الحكمة في أعداد السموات والأرضين وأيّام السنة والشهور ونحوها. أو : وما يعلم جنود ربّك لفرط كثرتها إلّا هو. فلا يعزّ عليه تتميم الخزنة عشرين ولكن له في هذا العدد الخاصّ حكمة هو يعلمها. وقيل : هو جواب لقول أبي جهل : أما لربّ محمّد أعوان إلّا تسعة عشر؟ (وَما جَعَلْنا) إلى قوله : (إِلَّا هُوَ) اعتراض. (وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى) متّصل بوصف سقر وهي ضميرها ـ أي : وما سقر وصفتها إلّا تذكرة للبشر ـ أو ضمير الآيات التي ذكرت فيها. (١)
وعن الكاظم عليهالسلام في قوله : (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) قال : يستيقنون أنّ الله ورسوله ووصيّه حقّ. قلت : (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا)؟ قال : يزدادون بولاية الوصيّ إيمانا. (وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) بولاية عليّ. (وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ). قال : ولاية عليّ عليهالسلام. (٢)
[٣٢] (كَلاَّ وَالْقَمَرِ (٣٢))
(كَلَّا). أقسم سبحانه على عظيم ما ذكر من الوعيد فقال : [(كَلَّا)] ؛ أي : حقّا. وقيل : معناه ليس الأمر على يتوهّمونه من أنّه يمكنهم دفع خزنة النار وغلبتهم. (وَالْقَمَرِ). أقسم بالقمر لما فيه من الآيات العجيبة. (٣)
[٣٣] (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣))
(إِذْ أَدْبَرَ). (٤) دبر بمعنى أدبر. ومنه : صاروا كأمس الدابر. وقيل : هو من دبر اللّيل النهار ،
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٦٥٢ ـ ٦٥٣.
(٢) الكافي ١ / ٤٣٤ ، ح ٩١.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٥٩٠.
(٤) قرأ نافع و... : «إذ» بغير ألف «أدبر» بالألف. والباقون : «إذا» بالألف «دبر» بغير الألف. (المجمع ١٠ / ٥٨٨)