أحدهم مثل ربيعة ومضر. يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنّم. (١) وأمّا تخصيص التسعة عشر والوجه فيه ، فقد ذكره شيخنا الطبرسيّ والقاضي البيضاويّ. فارجع إليه إن أردت الاطّلاع عليه.
قال الطبرسيّ : قيل : إنّما خصّوا بهذا العدد ليوافق المخبر الخبر لما جاء به الأنبياء قبله وما كان في الكتب المتقدّمة. وقال بعضهم في تخصيص هذا العدد : إنّ تسعة عشر يجمع أكثر القليل من العدد وأقلّ الكثير منه. لأنّ العدد آحاد ، عشرات ، مئات ، ألوف. فأقلّ العشرات عشرة وأكثر الآحاد تسعة. (٢) (حسن)
(عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) ؛ أي : يلي أمرها ويتسلّط على أهلها تسعة عشر ملكا. وقيل : صنفا من الملائكه. (٣)
[٣١] (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ (٣١))
جعلهم ملائكة لأنّهم خلاف المعذّبين من الجنّ والإنس فلا يأخذهم ما يأخذ المجانس من الرأفة والرقّة. وروي أنّه لمّا نزل (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمّهاتكم! أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الجمع الكثير. أيعجز كلّ عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم؟ قال أبو الأشدّ الجمحيّ : أنا أكفيكم سبعة عشر. فاكفوني أنتم اثنين. فأنزل الله : (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً). [أي] ليخالفوا جنس
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٥٨٦.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٥٨٦.
(٣) الكشّاف ٤ / ٦٥٠.