(ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ). ثمّ أدخلوه النار العظيمة وأصلوه إيّاها. (١)
[٣٢] (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (٣٢))
(ذَرْعُها) ؛ أي : طولها. (فَاسْلُكُوهُ) ؛ أي : اجعلوه فيها. لأنّه يدخل عنقه فيها ثمّ يجرّ بها. وقيل : إنّها تدخل في فيه وتخرج من دبره. فيكون المعنى : ثمّ اسلكوا السلسلة فيه ، فقلب. قيل : كلّ ذراع سبعون باعا. والباع أبعد ممّا بين الكوفة إلى مكّة. ولو أنّ حلقة منها وضعت على جبل ، لذاب من حرّها. (٢)
(سَبْعُونَ ذِراعاً). جعلها سبعين ذراعا إرادة الوصف بالطول. كما قال : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً). (٣) يريد مرّات كثيرة. ومعنى (ثُمَّ) تفاوت المراتب لا تراخي الزمان. (٤)
(فِي سِلْسِلَةٍ). قال : يعني بالسلسلة السبعين ذراعا في الباطن الجبابرة السبعون. (٥)
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بينا [أنا] وأبي متوجّهان إلى مكّة وأبي قد تقدّمني ـ في موضع يقال له ضجنان ـ إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرّها فقال لي : اسقني. فصاح بي أبي : لا تسقه. لا سقاه الله! وكان معه رجل فجذبه وطرحه في أسفل درك من النار. (٦) وكان ذلك المغلول معاوية لعنه الله.
[٣٣] (إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (٣٣))
(بِاللهِ الْعَظِيمِ) شأنه ؛ أي : لم يكن يوحّد الله في دار التكليف. (٧)
[٣٤] (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤))
(وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ). يعني كان يمنع الزكاة والحقوق الواجبة. (٨)
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٥٢٢.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٥٢٢ ـ ٥٢٣.
(٣) التوبة (٩) / ٨٠.
(٤) الكشّاف ٤ / ٦٠٥.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٨٤.
(٦) بصائر الدرجات / ٣٠٥ ، ح ٢.
(٧) مجمع البيان ١٠ / ٥٢٣.
(٨) مجمع البيان ١٠ / ٥٢٣.