[٢٤] (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤))
(كُلُوا وَاشْرَبُوا) ؛ أي : يقال لهم : كلوا واشربوا بما قدّمتم من أعمالكم الصالحة. (فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ) ؛ أي : الماضية. يعني أيّام الدنيا. ويعني بقوله : (هَنِيئاً) أنّه ليس فيه ما يؤذي من إخراج بول ولا غائط. (١)
(هَنِيئاً) ؛ أي : أكلا هنيئا. [أو : هنئتم هنيئا] على المصدر. (فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ) : أيّام الدنيا. قيل : أيّام الصيام. أي : كلوا واشربوا بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله. (٢)
سأل يهوديّ النبيّ صلىاللهعليهوآله عن أوّل ما يأكله أهل الجنّة إذا دخلوها ، قال : كبد الحوت. وشرابهم على أثر ذلك السلسبيل. (٣)
[٢٥ ـ ٢٦] (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦))
(كِتابَهُ بِشِمالِهِ). هذا حال أهل النار. وكتابه هو صحيفة أعماله. فيتمنّى أنّه لم يعط ذلك الكتاب لما يرى فيه من قبائح الأعمال التي يسودّ وجهه. (وَلَمْ أَدْرِ) أيّ شيء حسابي. لأنّه لا حاصل له في ذلك الكتاب والحساب. (٤)
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ). قال : نزلت في معاوية. (٥)
[٢٧] (يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧))
(يا لَيْتَها). أي الحالة التي هم فيها. (٦) وقيل : كناية عن الموتة الأولى ، و (الْقاضِيَةَ) القاطعة للحياة. أي : ليت الموتة الأولى التي متنا لم نحي بعدها. يتمنّى دوام الموت وأنّه لم يبعث للحساب. (٧)
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٥٢١.
(٢) الكشّاف ٤ / ٦٠٣.
(٣) علل الشرائع / ٩٦ ، ح ٥.
(٤) مجمع البيان ١٠ / ٥٢٢.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٨٤.
(٦) المصدر : الهاء في «لَيْتَها» كناية عن الحال التي هم فيها.
(٧) مجمع البيان ١٠ / ٥٢٢.