[١٧] (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧))
(وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) أي : الخلق الذي يقال له الملك. وقوله : (وَالْمَلَكُ) أعمّ من الملائكة. لأنّ قولك : ما من ملك إلّا وهو شاهد ، أعمّ من قولك : ما من ملائكة. (أَرْجائِها) أي : أطرافها. يعني أنّها تنشقّ وهي مسكن الملائكة فينضوون إلى أطرافها. (ثَمانِيَةٌ) ؛ أي : ثمانية منهم. وهم اليوم أربعة ، فإذا كان يوم القيامة ، أيّدهم بأربعة أخرى. (١)
قال : حملة العرش ثمانية ؛ أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين. فأمّا الأربعة من الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى. وأمّا الآخرين فمحمّد وعليّ والحسن والحسين عليهمالسلام. يحملون العرش يعني العلم. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : حملة العرش ـ والعرش العلم ـ ثمانية ؛ أربعة منّا ، وأربعة ممّن شاء الله. (٣)
أقول : لا منافاة بين الأخبار ، بل ينبغي أن يقال : إنّ العرش بمعنى العلم يحمله هؤلاء الثمانية صلوات الله عليهم. والعرش بمعنى الجسم المحيط بالسموات ، تحمله الملائكة الثمانية. فإنّ العرش على ما ورد في الأخبار له معان كثيرة.
قال الشيخ : اعتقادنا في العرش أنّه جملة جميع الخلق. والعرش في وجه آخر هو العلم. وسئل الصادق عليهالسلام عن قول الله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)(٤) فقال عليهالسلام : استوى من كلّ شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء. فأمّا العرش الذي هو جملة جميع الخلق ، فحملته ثمانية من الملائكة لكلّ واحد منهم ثمانية أعين كلّ عين طباق الدنيا. واحد منهم على صورة بني آدم يسترزق الله لولد آدم. وواحد منهم على صورة الثور يسترزق الله للبهائم. وواحد منهم على صورة الأسد يسترزق الله للسباع. وواحد منهم على صورة الديك يسترزق الله للطيور. فهم اليوم هؤلاء الأربعة. فإذا كان يوم القيامة ، صاروا ثمانية. وأمّا العرش الذي هو
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٦٠١ ـ ٦٠٢.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٨٤.
(٣) الكافي ١ / ١٣٢ ، ح ٦.
(٤) طه (٢٠) / ٥.