[٧] (وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧))
(بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من الكفر والمعاصي. وقال صلىاللهعليهوآله : لو تمنّوا الموت ، ماتوا عن آخرهم. (١)
[٨] (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨))
(تَفِرُّونَ مِنْهُ) وتخافون أن تتمنّوه بلسانكم مخافة أن يصيبكم فتؤخذوا بأعمالكم. (مُلاقِيكُمْ) : لاحق بكم. (٢)
(بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) في دار الدنيا. (٣)
[٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩))
(إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ) ؛ أي : أذّن لصلاة الجمعة. وذلك إذا جلس الإمام على المنبر يوم الجمعة. لأنّه لم يكن على عهد رسول الله نداء سواه. قال السائب بن زيد : كان لرسول الله بلال مؤذّن واحد. وكان إذا جلس على المنبر ، أذّن على باب المسجد. فإذا نزل أقام. ثمّ كان أبو بكر وعمر [كذلك] حتّى إذا كان عثمان وكثر الناس وتباعدت المنازل ، زاد أذانا. فأمر بالأذان الأوّل على سطح داره بالسوق يقال له الزوراء وكان يؤذّن له عليها. فإذا جلس عثمان على المنبر ، أذّن مؤذّنه ، فإذا نزل أقام للصلاة. فلم يعب ذلك عليه. (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) : فامضوا إلى الصلاة مسرعين غير متثاقلين. وقرأ ابن مسعود : فامضوا إلى ذكر الله» وهو المرويّ عن عليّ وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهمالسلام. وقيل : المراد بالذكر الخطبة التي تتضمّن ذكر الله والمواعظ. (وَذَرُوا الْبَيْعَ). كلّ بيع تفوت فيه الصلاة ، فإنّه بيع حرام. لأنّ النهي يدلّ
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٤٣٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٩٣.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٤٣٤.