على فساد المنهيّ عنه. (ذلِكُمْ) ؛ أي : ما أمرتم به من حضور الجمعة وتحريم جميع التصرّفات عند سماع الأذان. لأنّ البيع إنّما خصّ بالنهي عنه لكونه من أعمّ التصرّفات في أسباب المعاش. وفيه دلالة على أنّ الخطاب للأحرار ـ لأنّ العبد لا يملك البيع ـ وعلى اختصاص الجمعة بمكان ولذلك أوجب السعي إليه. (١)
(فَاسْعَوْا) : امضوا. يقول : اغتسلوا وخذوا الشارب والأظفار (٢) ونتف الإبط ولبس أفضل الثياب والتطيّب. فهو السعي. يقول الله : (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ)(٣). (٤)
[عن أبي حمزة] عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال له رجل : كيف سمّيت الجمعة جمعة؟ قال : لأنّ الله جمع فيها خلقه لولاية محمّد ووصيّه عليهماالسلام في الميثاق. فسمّاه الجمعة لجمعه فيه خلقه. (٥)
[١٠] (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠))
(وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) ؛ أي : اطلبوا الرزق بالبيع والشراء. وهذا إباحة وليس بأمر إيجاب. وعنه صلىاللهعليهوآله في قوله : (فَانْتَشِرُوا) ـ الآية ـ : ليس لطلب دنيا ، ولكن عيادة [مريض] وحضور جنازة وزيارة أخ في الله. وقيل : المراد بفضل الله طلب العلم. وعن أبي عبد الله عليهالسلام : الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت. إنّما سمّيت جمعة لأنّه تعالى فرغ فيها من خلق الأشياء فاجتمعت فيه المخلوقات. وقيل : لأنّه يجتمع فيه الجماعات. (اذْكُرُوا اللهَ) على إحسانه وأداء فرضه. وقيل : المراد بالذكر هنا الفكر. كما قال : تفكّر ساعة خير من
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٤٣٤ ـ ٤٣٥.
(٢) لا يوافق سياق هذه العبارة ما يأتي بعدها. وفي المصدر : عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : ... قال : اسعوا ؛ أي : امضوا. ويقال : اسعوا : اعملوا لها. وهو قصّ الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار والغسل ولبس أفضل ثيابك وتطيّب للجمعة. فهو السعي.
(٣) الإسراء (١٧) / ١٩.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٦٧.
(٥) الكافي ٣ / ٤١٥ ، ح ٧.