غابوا عن بدر فقالوا : لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلنّ. (مَسْؤُلاً) : مطلوبا مقتضى حتّى يوفى به. (١)
(مِنْ قَبْلُ) ؛ أي : من قبل الخندق حلفوا للنبيّ صلىاللهعليهوآله أنّهم ينصرونه ولا يرجعون عن مقاتلة العدوّ. (مَسْؤُلاً) ؛ أي : يسألون عنه في الآخرة. (٢)
[١٦] (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٦))
(لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ) ممّا لا بدّ لكم من نزوله من حتف أنف أو قتل. وإن نفعكم الفرار مثلا فمتّعتم بالتأخير ، لم يكن ذلك التمتّع إلّا زمانا قليلا. (٣)
(لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ) من الموت والقتل إن كان حضر آجالكم. (لا تُمَتَّعُونَ) ؛ أي : إن لم تحضر آجالكم وسلمتم من الموت أو القتل في هذه الواقعة ، لم تمتّعوا في الدنيا إلّا أيّاما قلائل. (٤)
[١٧] (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٧))
(يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ) ؛ أي : يدفع عنكم قضاء الله ويمنعكم من الله. (إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً) ؛ أي : عذابا وعقوبة. (رَحْمَةً) ؛ أي : نصرا وعزّا. فإنّ أحدا لا يقدر على ذلك. (وَلِيًّا) يلي أمورهم. (وَلا نَصِيراً) ينصرهم ويدفع عنهم. (٥)
(رَحْمَةً). فإن قلت : كيف جعلت الرحمة قرينة السوء في العصمة ولا عصمة إلّا من السوء؟ قلت : معناه : أو يصيبكم بسوء إن أراد بكم رحمة. فاختصر الكلام وأجري مجرى
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٥٢٨.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٥٤٥.
(٣) الكشّاف ٣ / ٥٢٨ ـ ٥٢٩.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٥٤٥.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٥٤٦.