دينه. (١)
[١٢] (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (١٢))
(مَرَضٌ) ؛ أي : شكّ وضعف في الإيمان. (إِلَّا غُرُوراً) قال ابن عبّاس : إنّ المنافقين قالوا : يعدنا محمّد أن نفتح مدائن كسرى وقيصر ونحن لا نأمن أن نذهب إلى الخلاء! هذا والله الغرور! (٢)
[١٣] (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (١٣))
(مِنْهُمْ). يعني عبد الله بن أبيّ وأصحابه من المنافقين. (لا مُقامَ لَكُمْ) ؛ أي : لا إقامة. أو : لا مكان لكم تقومون فيه للقتال. (فَارْجِعُوا) إلى منازلكم بالمدينة. وأرادوا الهرب من عسكر رسول الله صلىاللهعليهوآله. (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ) في الرجوع إلى المدينة. وهم بنو حارثة. (يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) وليست بحريزة ، مكشوفة ليست بحصينة. أو : إنّها خالية من الرجال يخشى عليها السراق. أو : إنّ بيوتنا ممّا تلي العدوّ [و] لا نأمن على أهلينا. (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ). تكذيب لهم. بل هي حصينة. عن الصادق عليهالسلام. (إِنْ يُرِيدُونَ) : ما يريدون إلّا هربا من القتال ونصرة المؤمنين. حفص : (لا مُقامَ) بضمّ الميم ، والباقون بفتحها. (٣)
(يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ). يثرب اسم المدينة. وقيل : أرض وقعت المدينة في ناحية منها. أي : فارجعوا إلى المدينة. أمروهم بالهرب من عسكر رسول الله. (عَوْرَةٌ). العورة : الخلل الذي يخاف منه العدوّ. (٤)
(إِلَّا فِراراً). هم الذين قالوا لرسول الله : تأذن لنا نرجع إلى منازلنا؟ فإنّها في أطراف
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٤٤.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٥٤٥.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٥٤٥ و ٥٤٢.
(٤) الكشّاف ٣ / ٥٢٨.