المحتظر : الذي يعمل الحظيرة ويحتظر به ييبس بطول الزمان وتتوطّاه البهائم فيتحطّم ويتهشّم. (١)
(كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) : كالشجر اليابس المتكسّر الذي يتّخذه من يعمل الحظيرة لأجلها. أو : كالحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : قالت ثمود لصالح : لن نؤمن لك حتّى تخرج لنا من هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء. وكانت الصخرة يعبدونها ويذبحون عندها في كلّ رأس سنة ويجتمعون عندها. فقالوا له : إن كنت كما تزعم نبيّا رسولا ، فادع لنا إلهك حتّى يخرج لنا من هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء. فأخرجها الله كما طلبوا ، ثمّ أوحى إلى صالح : قل لهم : إنّ الله قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم. فكانت الناقة يوم شربها يحلبونها ولا يبقى أحد إلّا يشرب من لبنها ذلك اليوم. فمكثوا بذلك ثمّ عتوا وقالوا : اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها. فجاءهم رجل أشقر أرزق أحمر ولد الزنى يقال له قدار ، فقعد في طريق الناقة فقتلها بالسيف. وهرب فصيلها حتّى صعد إلى الجبل ورغا ثلاث مرّات إلى السماء. فقتلوه ولم يبق أحد إلّا شركه في ضربته واقتسموا لحمها فأكل الكلّ من لحمها. فأوحى الله إلى صالح أن قل لهم : إنّي مرسل إليكم عذابي إلى ثلاثة أيّام. فإن هم رجعوا قبلت توبتهم ؛ وإلّا بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث. فلمّا قال لهم ذلك ، كانوا أعتى ما كانوا وقالوا : يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين. فقال : إنّكم تصبحون غدا ووجوهكم مصفرّة ، واليوم الثاني محمرّة ، والثالث مسودّة. فلمّا كان أوّل يوم ، اصفرّت وجوههم فقال العتاة منهم : لا نقبل قول صالح. وكذلك قالوا في اليوم الثاني. فلمّا كان اليوم الثالث ، اسودّت وجوههم. فلمّا كان نصف اللّيل ، صرخ بهم جبرئيل صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم. وقد كانوا في تلك الثلاثة الأيّام قد تحنّطوا وتكفّنوا وعلموا أنّ العذاب نازل بهم. فماتوا أجمعين في طرفة عين. ثمّ أرسل عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٤٣٨.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٤٨.