[٦] (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦))
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) لعلمك بأنّ الإنذار لا يغني فيهم. (الدَّاعِ) : إسرافيل. وإسقاط الياء اكتفاء بالكسرة للتخفيف. (١)(نُكُرٍ) : فظيع تنكره النفوس لأنّها لم تعهد مثله وهو هول القيامة. (نُكُرٍ). ابن كثير بالتخفيف. (٢)
(الدَّاعِ). قال : الإمام ، إذا خرج يدعوهم إلى ما ينكرون. (٣)
أبو جعفر وأبو عمرو : (الدَّاعِيَ) بإثبات الياء في الوصل والوقف. (٤)
[٧] (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧))
(خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ) ؛ أي : يخشعن أبصارهم. وهي لغة من يقول : أكلوني البراغيث. وخشوع الأبصار كناية عن الذلّة. لأنّ ذلّة الذليل وعزّة العزيز يظهران في عيونهما. (مِنَ الْأَجْداثِ) : من القبور. (كَأَنَّهُمْ جَرادٌ). مثل في الكثرة والتموّج. (٥)
[٨] (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨))
(مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) : مسرعين مادّي أعناقهم إليه. أو : ناظرين إليه. (٦)
(عَسِرٌ) ؛ أي : صعب شديد. (٧)
عن أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا كان يوم القيامة ، بعث الله الناس من حفرهم عزلا جردا مردا في صعيد تسوقهم النار وتجمعهم الظلمة حتّى يقفوا على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها ويمنعون من المضيّ فتشتدّ (٨) أنفاسهم ويكثر عرقهم وترفع أصواتهم. وهو أوّل هول من أهوال القيامة. فيشرف الجبّار عليهم من فوق عرشه [في ظلال من
__________________
(١) في النسخة زيادة : «يَوْمَ يَخْرُجُونَ». وفي المصدر : (وانتصاب يوم بيخرجون أو بإضمار اذكر».)
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٤٥ ـ ٤٤٦.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٤١.
(٤) مجمع البيان ٩ / ٢٨٠.
(٥) الكشّاف ٤ / ٤٣٢.
(٦) الكشّاف ٤ / ٤٣٢.
(٧) مجمع البيان ٩ / ٢٨٣.
(٨) في النسخة : فتشرد.