(إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ). جواب القسم. أي : إنّكم ـ يا أهل مكّة ـ في شأن محمّد مختلفون. وبعضكم يقول شاعر. وبعضكم يقول ساحر. وبعضكم يقول مجنون. وكذلك في القرآن أنّه إمّا سحر وكهانة أو من أساطير الأوّلين. (١)
[٩] (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩))
وقوله : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) فإنّه يعني عليّا. فمن أفك عن ولايته ، أفك عن الجنّة. (٢)
(يُؤْفَكُ عَنْهُ). الضمير للقرآن أو الرسول. أي : يصرف عنه من صرف الصرف الذي لا صرف أشدّ منه وأعظم. كقوله : لا يهلك على الله إلّا هالك. وقيل : يصرف عنه من صرف في سابق علم الله ؛ أي : علم فيما لم يزل أنّه مأفوك عن الحقّ لا يرعوي. ويجوز أن يكون الضمير لما توعدون. أي : يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو المأفوك. ووجه آخر وهو أن يرجع الضمير إلى (قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) وعن للسببيّة. أي : يصدر إفكهم عن القول المختلف. (٣)
(يُؤْفَكُ عَنْهُ) ؛ أي : يصرف عن الخيرات كلّها من صرف عن هذا الدين. وقيل : إنّ الصارف لهم رؤساء البدع وأئمّة الضلال. لأنّ العامّة تبع لهم. (٤)
[١٠] (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠))
(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) ؛ أي : الكذّابون. وهم أهل القول المختلف. واللّام إشارة إليهم. كأنّه قيل : قتل هؤلاء الخرّاصون. (٥)
(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) ؛ أي : لعن الكذّابون على الله وعلى رسوله. (٦)
[١١] (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (١١))
(فِي غَمْرَةٍ) ؛ أي : شبهة وغفلة عن الجهل. (ساهُونَ) ؛ أي : لاهون عمّا يجب عليهم. و
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٢٣١.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٢٩ ، عن الباقر عليهالسلام.
(٣) الكشّاف ٤ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧.
(٤) مجمع البيان ٩ / ٢٣١.
(٥) الكشّاف ٤ / ٣٩٧.
(٦) مجمع البيان ٩ / ٢٣١.