مع المؤمنين في الجهاد. (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) في الأمر بالقتال. (١)
[١٨] (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨))
(إِذْ يُبايِعُونَكَ). يعني بيعة الحديبيّة. وتسمّى بيعة الرضوان لهذه الآية. ورضا الله سبحانه عنهم هو إرادة تعظيمهم وإثابتهم. وتلك الشجرة كانت شجرة السمرة. (ما فِي قُلُوبِهِمْ) من صدق النيّة في القتال والكراهة. لأنّه بايعهم على القتال. وقيل : ما في قلوبهم من اليقين والصبر والوفاء. (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ). وهي اللّطف المقوّي لقلوبهم. (فَتْحاً قَرِيباً). يعني فتح خيبر. عن أكثر المفسّرين. وقيل : فتح مكّة. (٢)
وكان عدد المبايعين ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين. وقيل : ألفا وثلاثمائة. (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ) ؛ أي : الطمأنينة والأمن بسبب الصلح على قلوبهم. (٣)
في قوله سبحانه : (عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) ولم يقل : عمّن بايعك ، أو عن أصحابك ، وكذلك في قوله : (إِذْ يُبايِعُونَكَ) دون أن يقول : لمّا بايعوك ، رمز خفيّ بل نصّ ظاهر على خروج بعض من حضر البيعة من المطعون عليهم ، أو على أنّه سبحانه إنّما رضي منهم ذلك العمل ولم يحكم عليهم بمطلق الإيمان. والله سبحانه يحبّ عمل الخير حتّى من الكافر وإن أبغضه. فتأمّل.
(من مؤلّف الكتاب علّامة المشارق والمغارب نعمة الله على العالمين السيّد نعمة الله رحمهالله).
[١٩] (وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩))
(وَمَغانِمَ كَثِيرَةً). يعني مغانم خيبر. فإنّها كانت مشهورة بكثرة الأموال والعقار. وقيل : غنائم هوازن بعد فتح مكة. (عَزِيزاً) ؛ أي : غالبا على أمره. (حَكِيماً) في أفعاله. ولذلك
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٧٦.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٧٦.
(٣) الكشّاف ٤ / ٣٤٠.