إلى أن يسلموا. (فَإِنْ تُطِيعُوا) ؛ أي : تجيبوا إلى قتالهم. (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) عن القتال وتقعدوا عن القتال (كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ) عن الخروج إلى الحديبيّة. عن ابن عبّاس : لمّا خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله معتمرا ، فلمّا بلغ الحديبيّة ، وقفت ناقته. فقال صلىاللهعليهوآله : حبسها حابس الفيل. فدعا عمر بن الخطّاب ليرسله إلى أهل مكّة ليأذنوا له بأن يدخل مكّة ويحلّ من عمرته وينحر هديه. فقال : يا رسول الله ، ما لي بها من حميم وإنّما أخاف قريشا. فأرسل عثمان بن عفّان إلى أبي سفيان وأشراف قومه يخبرهم أنّه لم يأت بحرب وإنّما أتى زائرا لهذا البيت. فاحتبسته قريش عندها. فبلغ رسول الله والمسلمين أنّ عثمان قد قتل. فقال صلىاللهعليهوآله : لا نبرح حتّى نناجز القوم. ودعا الناس إلى البيعة. فمال إلى الشجرة واستند إليها وبايع صلىاللهعليهوآله الناس على أن يقاتلوا المشركين ولا يفرّوا. فأتى إليه جماعة من قريش وكتبوا كتاب الصلح على أن يرجع عنهم هذه السنة فإذا كان القابل دخلها بأصحابه من غير سلاح إلى ثلاثة أيّام النسك. فلمّا رجع إلى المدينة ، مكث بها عشرين ليلة ، ثمّ خرج منها إلى خيبر ، وكان بها حصون. وأوّل الفتح أنّ عليّا قتل مرحبا ثمّ فتح باقي الحصون بالسيف. فلمّا سمع أهل فدك بما قال ، أتوا إلى رسول الله يسألونه أن يحقن دماءهم ويخلّون بينه وبين الأموال وصالحهم على أن يعمروها على النصف من حاصلها على أنّه إذا شاء أن يخرجهم أخرجهم منها. فكانت فدك خالصة لرسول الله صلىاللهعليهوآله. (١)
(قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ). كرّر ذكرهم بهذا الاسم مبالغة في الذمّ وإشعارا بشناعة التخلّف. (٢)
[١٧] (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧))
(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ) ـ الآية ـ أي : ليس على هؤلاء الثلاثة ضيق في ترك الحضور
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٧٥ ـ ١٨٤.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤١٠.