أمر بالصلح وحكم للمسلمين بالغنيمة. (١)
[٢٠] (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢٠))
ثمّ ذكر سبحانه سائر الغنائم التي يأخذونها فيما يأتي من الزمان فقال : (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها) مع النبيّ ومن بعده إلى يوم القيامة. (فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ). يعني غنيمة خيبر. (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ). وذلك أنّ النبيّ لمّا قصد خيبر وحاصر أهلها ، همّت قبائل من أسد وغطفان أن يغيروا على أموال المسلمين وعيالهم بالمدينة فكفّ الله أيديهم عنهم بإلقاء الرعب في قلوبهم (وَلِتَكُونَ آيَةً) ؛ أي لتكون الغنيمة التي عجّلها الله للمؤمنين آية لهم حيث وعدهم أن يصيبوها فوقع المخبر على وفق الخبر. (وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً) ؛ أي : يزيدكم هدى بالتصديق بمحمّد وبما جاء به ممّا ترون عن عدات الله في القرآن بالفتح والغنيمة. (٢)
[٢١] (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢١))
(وَأُخْرى). يعد النبيّ والمؤمنين فتوحا أخرى. (لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) بعد. وقيل : معناه : وقرية أخرى لم تقدروا عليها قد أعدّها الله لكم. وهي مكّة. وقيل : المراد فارس والروم. لأنّه صلىاللهعليهوآله بشّرهم كنوز كسرى وقيصر وما كانت العرب تقدر على فتح مدائن فارس والروم حتّى قدروا عليها بالإسلام. (أَحاطَ اللهُ بِها) ؛ أي : أحاط علما بها حتّى تفتحوها.
فكأنّه قال : حفظها عليكم ومنعها من غيركم حتّى تفتحوها. (٣)
[٢٢] (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٢٢))
(الَّذِينَ كَفَرُوا) من أسد وغطفان الذين أرادوا نهب ذراري المسلمين ، أو كفّار قريش
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٧٦.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٧٦ ـ ١٧٧.
(٣) مجمع البيان ٩ / ١٨٦.