(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ). [وقرأ] ابن كثير وأبو عمرو الأفعال الأربعة بالياء. (١)
[١٠] (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠))
(يُبايِعُونَكَ). هي بيعة الحديبيّة وهي بيعة الرضوان ؛ بايعوا رسول الله على الموت. (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ). لأنّ طاعتك طاعة الله. سمّيت بيعة لأنّها عقدت على بيع أنفسهم بالجنّة للزومهم في الحرب النصرة. (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) ؛ أي : عقد الله في هذه البيعة فوق عقدهم. لأنّهم بايعوا الله ببيعة نبيّه فكأنّهم بايعوه من غير واسطة. وقيل : معناه : قوّة الله في نصرة نبيّه فوق نصرتهم. أي : ثق بنصرة [الله] لك لا بنصرتهم وإن بايعوك. وقيل : نعمة الله عليهم بنبيّه فوق أيديهم بالمبايعة. (فَمَنْ نَكَثَ) ؛ أي : نقض البيعة ، فضرره راجع عليه. (عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ) من البيعة. (٢)
الريّان بن شبيب : انّ المأمون لمّا أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين وللرضا عليهالسلام بولاية العهد ولفضل بن سهل بالوزارة ، فدخل الناس يبايعوه. فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الإبهام إلى الخنصر حتّى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام. فتبسّم أبو الحسن عليهالسلام ثمّ قال : كلّ من بايعنا بايع بفسخ بيعته غير هذا الفتى فإنّه بايعنا بعقدها. فقال المأمون : فما فسخ البيعة وما عقدها؟ قال أبو الحسن عليهالسلام : عقدها من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام وفسخها من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر. فماج الناس في ذلك وأمر المأمون بإعادة الناس على البيعة. فقالوا : كيف يستحقّ الإمامة من لا يعرف عقد البيعة؟ إنّ من علم بها أولى. فحمله ذلك على سمّه. (٣)
(إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ). نزلت في بيعة الرضوان : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ) ـ الآية ـ واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله شيئا يفعل ولا يخالفوه في شيء يأمرهم به. فقال
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٠٨.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٧١ ـ ١٧٢.
(٣) عيون الأخبار ٢ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ ، ح ٢.