السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (٦))
(وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ). عطف على يدخل. (ظَنَّ السَّوْءِ) : ظنّ الأمر السوء ، وهو أن لا ينصر رسوله والمؤمنين. (دائِرَةُ السَّوْءِ) : دائرة ما يظنّونه ويتربّصونه بالمؤمنين لا يتخطّاهم. قرأ ابن كثير وأبو عمرو : (دائِرَةُ السَّوْءِ) بالضمّ ، وهما لغتان. (١)
و (ظَنَّ السَّوْءِ). هو ظنّهم أنّ النبيّ لا يعود إلى موضع ولادته أبدا. وقيل : ظنّهم أن لن يبعث الله أحدا. (٢)
[٧] (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (٧))
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ). إنّما كرّر لأنّ الأوّل متّصل بذكر المؤمنين ، أي : فله الجنود التي يقدر أن يعينكم بها ، والثاني متّصل بذكر الكافرين ، أي : فله الجنود التي يقدر على الانتقام منهم بها. (عَزِيزاً). أي في قهره وانتقامه من أعدائه. (٣)
[٨] (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨))
(شاهِداً) على أمّتك بما عملوه. أو : شاهدا عليهم بتبليغ الرسالة. (٤)
[٩] (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩))
(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ). علّة الإرسال. (وَتُعَزِّرُوهُ) ؛ أي : تنصروا النبيّ بالسيف واللّسان. (وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) ؛ أي : تصلّوا لله بالغداة والعشيّ. أو : تنزّهوه عمّا لا يليق به. وكثير من القرّاء اختاروا الوقف على (تُوَقِّرُوهُ). لاختلاف الضمير فيه وفيما بعده. وقيل : (وَتُعَزِّرُوهُ) ؛ أي : تنصروا الله. (وَتُوَقِّرُوهُ) ؛ أي : تعظّموه. فتكون الكنايات متّفقة. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٠٨.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٧١.
(٣) مجمع البيان ٩ / ١٧١.
(٤) مجمع البيان ٩ / ١٧١.
(٥) مجمع البيان ٩ / ١٧١.