[٤ ـ ٥] (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (٤) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً (٥))
عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) قال : هو الإيمان. (١)
(أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) ؛ أي : الثبات والطمأنينة (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) حتّى يثبتوا حيث تقلق النفوس وتدحض الأقدام. (إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) : يقينا مع يقينهم برسوخ العقيدة واطمئنان النفس عليها. أو : نزّل فيها السكون إلى ما جاء به الرسول صلىاللهعليهوآله ليزدادوا إيمانا بالشرائع مع إيمانهم بالله واليوم الآخر. (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يدبّر أمرها فيسلّط بعضها على بعض تارة ويوقع فيما بينهم السلم أخرى كما تقتضيه حكمته. (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ). علّة بما بعدها لما دلّ عليه قوله : (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من معنى التدبير ـ أي : دبّر ما دبّر من تسليط المؤمنين ليعرفوا نعمة الله فيه فيشكروها فيدخلوا الجنّة ويعذّب الكافرين والمنافقين لما غاظهم من ذلك ـ أو فتحنا أو أنزل أو جميع ما ذكر ليزدادوا. (وَكانَ ذلِكَ) ؛ أي : الإدخال أو التكفير. (٢)
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الملائكة والجنّ والإنس والشياطين. والمعنى أنّه لو شاء لأعانكم بهم. وفيه بيان أنّه لو شاء لأهلك المشركين لكنّه عالم بهم وبما يخرج من أصلابهم فأمهلهم لعلمه وحكمته ولم يأمر بالقتال عن عجز واحتياج ، لكن ليعرض المجاهدين لجزيل الثواب. (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ). علّة لقوله : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ). (٣)
[٦] (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٦٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨.
(٣) مجمع البيان ٩ / ١٦٩.