(ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ). عامّ في كلّ من مات على كفره وإن صحّ نزوله في أصحاب القليب. ويدلّ بمفهومه على أنّه قد يغفر لمن لم يمت على كفره سائر ذنوبه. (١)
[٣٥] (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥))
(وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) : ولا تدعوا إلى الصلح خورا وتذلّلا. ويجوز نصبه بإضمار أن. (وَلَنْ يَتِرَكُمْ) ؛ أي : لن يضيّع أعمالكم. من وترت الرجل ، إذا قتلت متعلّقا له من قريب أو حميم فأفردته عنه. من الوتر. شبّه به تعطيل ثواب العمل وإفراده منه. (إِلَى السَّلْمِ). أبو بكر وحمزة بكسر السين. (٢)
(فَلا تَهِنُوا) ؛ أي : لا تضعفوا عن القتال ولا تدعوا الكفّار إلى المصالحة وأنتم القاهرون الغالبون. وقيل : إنّ الواو للحال. أي : لا تدعوهم إلى الصلح في الحالة التي تكون الغلبة لكم فيها. وقيل : إنّه إخبار من الله عن حال المؤمنين أنّهم الأعلون يدا ومنزلة وإن غلبوا في بعض الأحوال. (وَاللهُ مَعَكُمْ) بالنصر على عدوّكم. (وَلَنْ يَتِرَكُمْ) ؛ أي : لم ينقصكم شيئا من ثوابها. (٣)
(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها). (٤) قال : هي منسوخة بقوله : (وَلا تَهِنُوا) ـ الآية. (٥)
[٣٦] (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦))
(لَهْوٌ وَلَعِبٌ) ؛ أي : سريعة الفناء والانقضاء. (وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) كلّها في الصدقة وإن أوجب عليكم الزكاة في بعضها. وقيل : لا يسألكم الرسول على أداء الرسالة أموالكم. [و
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٠٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٠٦.
(٣) مجمع البيان ٩ / ١٦٣.
(٤) الأنفال (٨) / ٦١.
(٥) تفسير القمّيّ ١ / ٢٧٩.