[٣٣] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣))
(أَطِيعُوا اللهَ) بتوحيده. (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) بتصديقه. وقيل : أطيعوا الله في حرمة الرسول. وأطيعوا الرسول في تعظيم أمر الله. (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) بالنفاق والمعاصي. (١)
قال رسول الله : من قال : سبحان الله ، غرس الله له في الجنّة بها شجرا. وكذلك الحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، كلّ واحد شجرة. فقال رجل من قريش : إنّ أشجارنا في الجنّة لكثيرة! قال : نعم ، ولكن إيّاكم أن تبعثوا عليها نارا فتحرقها. وذلك أنّ الله يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ) ـ الآية. (٢)
(وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) بما أبطل به هؤلاء الكفّار كالكفر والنفاق والعجب والرياء والمنّ والأذى ونحوها. وليس فيه [دليل على] إحباط الطاعات بالكبائر. (٣)
(وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) ؛ أي : لا تحبطوا الطاعات بالكبائر. كقوله : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) [... أن تحبط أعمالكم]». (٤) وقيل : كان أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله يرون أنّه لا يضرّ مع الإيمان ذنب كما لا ينفع عمل مع الشرك ، حتّى نزلت : (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ). فكانوا يخافون الكبائر على أعمالهم حتّى نزل : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ). (٥) فكففنا عن القول في ذلك فكنّا نخاف على من أصاب الكبائر ونرجو لمن لم يصبها. (٦)
[٣٤] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ (٣٤))
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٦٢.
(٢) ثواب الأعمال / ١١.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٠٥.
(٤) الحجرات (٤٩) / ٢.
(٥) النساء (٤) / ٤٨.
(٦) الكشّاف ٤ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩. وفي عبارة المتن تشويش لا يخفى. فننقل نصّ المصدر لإيضاح المعنى : وعن ابن عمر : كنّا نرى أنّه ليس شيء من حسناتنا إلّا مقبولا حتّى نزل : «وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ». فقلنا : ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا : الكبائر الموجبات والفواحش ؛ حتّى نزل : «إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ ....» فكففنا عن القول في ذلك ....