إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠))
(سَمِعْنا كِتاباً). يعنون القرآن. (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) : لما تقدّمه من الكتب ، يرشد إلى الدين الحقّ. (١)
(مِنْ بَعْدِ مُوسى). إنّما قالوا ذلك لأنّهم كانوا يهوديّا أو ما سمعوا بأمر عيسى. (٢)
[٣١] (يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٣١))
(يا قَوْمَنا). من كلام الجنّ. (داعِيَ اللهِ). يعنون محمّدا صلىاللهعليهوآله إذ دعاهم إلى توحيده. (مِنْ ذُنُوبِكُمْ) ؛ أي : يغفر لكم ذنوبكم. فجاؤوا إلى رسول الله فآمنوا به وعلّمهم شرائع الإسلام وأنزل الله سورة (قُلْ أُوحِيَ). وفيه دلالة على أنّه كان مبعوثا إلى الجنّ ولم يبعث الله نبيّا إلى الجنّ قبله. (٣)
(مِنْ ذُنُوبِكُمْ) ؛ أي : بعض ذنوبكم ، وهو ما يكون في خالص حقّ الله. فإنّ المظالم لا تغفر بالإيمان. (٤)
فإن قلت : هل للجنّ ثواب كما للإنس؟ قلت : اختلف فيه. فقيل : لا ثواب لهم إلّا النجاة من النار ؛ لقوله : (وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ). وإليه يذهب أبو حنيفة. والصحيح أنّهم في حكم بني آدم لأنّهم مكلّفون مثلهم. (٥)
[٣٢] (وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٢))
(فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ) ؛ أي : لا يعجز الله فيفوته وليس له من دونه أنصار يدفعون عنه العذاب.
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٣٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٩٨.
(٣) مجمع البيان ٩ / ١٤٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٩٨.
(٥) الكشّاف ٤ / ٣١٢.