اسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠))
(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ). يعني يوم القيامة. أي يدخلون النار. وقيل : تعرض عليهم النار قبل أن يدخلوها ليروا أهوالها. (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ) ؛ أي : يقال لهم : آثرتم طيّباتكم ولذّاتكم في الدنيا على طيّبات الجنّة. (وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها) ؛ أي : انتفعتم بها. وقيل : هي الطيّبات من الرزق. يعني أنفقتموها في شهواتكم ولم تنفقوها في مرضاة الله. (عَذابَ الْهُونِ) ؛ أي : الذي فيه الذلّة والخزي. (بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) [أي : باستكباركم] على الانقياد للحقّ وتكبّركم على أنبياء الله وأوليائه. (بِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) ؛ أي : بخروجكم عن طاعة الله. وقرأ ابن كثير وأبو جعفر : «آذهبتم» بهمزة واحدة ممدودة ، وابن عامر بهمزتين ، والباقون : (أَذْهَبْتُمْ) بفتح الهمزة. (١)
(وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها). فما بقي لكم منها شيء. (٢)
(أَذْهَبْتُمْ). قال : أكلتم وشربتم ولبستم وركبتم. وهي في بني فلان. (عَذابَ الْهُونِ). قال : العطش. (٣)
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : دخل النبيّ مسجد قبا ، فأتي بخبيص ، فأبى أن يأكل. فقيل : أتحرّمه؟ قال : لا ، ولكنّي أكره أن تتوق إليه نفسي. ثمّ تلا الآية : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ). (٤)
[٢١] (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٢١))
(وَاذْكُرْ) يا محمّد (أَخا عادٍ). يعني هودا لقومك أهل مكّة. (أَنْذَرَ قَوْمَهُ) : خوّفهم ودعاهم إلى طاعة الله. (بِالْأَحْقافِ). وهو واد بين عمان ومهرة. وقيل : رمال مشرفة على البحر من اليمن. (خَلَتِ النُّذُرُ) ؛ أي : مضت الرسل من قبل هود ومن بعده بأن لا تعبدوا إلّا
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٣٣ ـ ١٣٤ و ١٣١.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٩٦.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٩٨.
(٤) المحاسن / ٤٠٩ ، ح ١٣٣.