(لا يَشْعُرُونَ) باشتغالهم بأمور الدنيا وإنكارهم لها. (١)
عن أبي جعفر صلىاللهعليهوآله في قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ) ـ الآية ـ قال : هي ساعة قيام القائم عليهالسلام. (٢)
[٦٧] (الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (٦٧))
(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ) ؛ أي : الذين تحابّوا وتواصلوا في الدنيا على الكفر ، يتعادون يوم القيامة لما يرى كلّ واحد منهم من العذاب بسبب تلك المصادقة. (٣)
قال الصادق عليهالسلام : واطلب مؤاخاة الأتقياء ولو في ظلمات الأرض وإن أفنيت عمرك في طلبهم. فإنّ الله لم يخلق أفضل منهم على وجه الأرض بعد النبيّين عليهمالسلام. وما أنعم الله على عبد بمثل ما أنعم به من صحبتهم. قال الله تعالى : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ) ـ الآية. (٤)
(الْأَخِلَّاءُ). عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : فأمّا الخليلان المؤمنان فتخالّا في الدنيا في طاعة الله وتوادّا عليها فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله منزلته في الجنّة ، يشفع لصاحبه فيقول : يا ربّ خليلي كان يأمرني بطاعتك ويعينني عليها وينهاني عن معصيتك. فثبّته على ما ثبّتّني عليه من الهدى حتّى تريه ما أريتني. فيستجيب الله له حتّى يلتقيا عند الله فيقول كلّ واحد منهما لصاحبه : جزاك الله من خليل خيرا. كنت تأمرني بطاعة الله وتنهاني عن معصية الله. وأمّا الكافران فتخالّا بمعصية الله وتباذلا عليها ، فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله منزله في النار فيقول : يا ربّ خليلي فلان كان يأمرني بمعصيتك وينهاني عن طاعتك. فثبّته على ما ثبّتّنى عليه من المعاصي حتّى تريه ما أريتني من العذاب. فيلتقيان عند الله يوم القيامة يقول كلّ واحد لصاحبه : جزاك الله من خليل شرّا. كنت تأمرنى بمعصية الله وتنهاني عن طاعة الله. ثمّ قرأ : (الْأَخِلَّاءُ) ـ الآية. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٧٧.
(٢) تأويل الآيات ٢ / ٥٧١ ، ح ٤٦.
(٣) مجمع البيان ٩ / ٨٤.
(٤) مصباح الشريعة / ١٥٠ ـ ١٥١.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٨٧.