التوحيد والعدل والشرائع. (بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ). لأنّه بيّن في الإنجيل الذي اختلفوا فيه وبيّن لهم في غير الإنجيل ما احتاجوا إليه. أو معناه : لأبيّن لكم ما تختلفون فيه من أمور الدين دون أمور الدنيا وهو المقصود. (١)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : يقول الله في عيسى : ليبيّن لكم بعض الذي تختلفون فيه. وقال في صاحبكم أمير المؤمنين : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(٢) وعلم الكتاب كلّه عنده. (٣)
[٦٤] (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦٤))
(إِنَّ اللهَ). بيان لما أمرهم بالطاعة فيه وهو اعتقاد التوحيد والتعبّد بالشرائع. (هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ). الإشارة إلى مجموع الأمرين. وهو تتمّة كلام عيسى أو استئناف من الله يدلّ على ما هو المقتضى من الطاعة في ذلك. (٤)
[٦٥] (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥))
(الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ) : الفرق المتحزّبة من بين النصارى أو اليهود والنصارى من بين قومه المبعوث [إليهم]. (لِلَّذِينَ ظَلَمُوا). أي من المتحزّبين. (يَوْمٍ أَلِيمٍ) ؛ أي : يوم القيامة. (٥)
[٦٦] (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٦٦))
(هَلْ يَنْظُرُونَ). على سبيل التوبيخ لهم. أي : هل ينتظر هؤلاء والكفّار بعد ورود الرسل أو القرآن. (إِلَّا السَّاعَةَ) ؛ أي : القيامة. (٦)
(هَلْ يَنْظُرُونَ). يعني قريش أو الذين ظلموا. (أَنْ تَأْتِيَهُمْ). بدل من الساعة.
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٨٢ ـ ٨٣.
(٢) الرعد (١٣) / ٤٣.
(٣) الاحتجاج / ٣٧٥.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٧٦.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧.
(٦) مجمع البيان ٩ / ٨٤.