غير أب. فهو مثل لهم يشبّهون به ما يرون من أعاجيب صنع الله. (١)
[٦٠] (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠))
ثمّ قال سبحانه دالّا على كمال قدرته وعلى أنّه لا يفعل إلّا الأصلح : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ) ؛ أي : بدلا منكم معاشر بني آدم (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) : يكونون خلفاء بني آدم. أي : لو نشاء أهلكناهم وجعلنا الملائكة بدلهم يسكنون الأرض يعمرونها ويعبدون الله. وقيل : معناه : ولو نشاء لجعلناكم ـ أيّها البشر ـ ملائكة. فيكون من باب التجريد وفيه إشارة إلى قدرته على تغيير بنية البشر إلى بنية الملائكة. (يَخْلُفُونَ) ؛ أي : يخلف بعضهم بعضا. (٢)
[٦١ ـ ٦٢] (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٢))
(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ) ؛ أي : نزول عيسى من أشراط الساعة يعلم به قربها. (فَلا تَمْتَرُنَّ بِها) ؛ أي : بالساعة. أي : لا تكذّبوا بها. وقيل : إنّ الهاء في قوله : (وَإِنَّهُ) يعود إلى القرآن لدلالته على قيام الساعة والبعث يعلم به ذلك. وقيل : معناه : انّ القرآن دليل الساعة لأنّه آخر الكتب أنزل على آخر الأنبياء. (وَاتَّبِعُونِ) فيما آمركم. هذا الذي أنا عليه طريق واضح. ابن عبّاس والضحّاك : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ) ـ بفتح العين واللّام ـ أي : أمارة وعلامة. (٣)
[٦٣] (وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣))
(بِالْبَيِّناتِ) ؛ أي : المعجزات الدالّة على نبوّته والإنجيل. (بِالْحِكْمَةِ) ؛ أي : النبوّة. أو :
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٨١.
(٢) مجمع البيان ٩ / ٨١.
(٣) مجمع البيان ٩ / ٨٢.