[٦٦] (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٦))
[٦٧] (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧))
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : نزلت في الخوارج. (١)
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ؛ أي : ما عظّموه حقّ عظمته إذ عبدوا معه غيره وأمروا نبيّه بعبادة غيره. وقيل : معناه : وما وصفوا الله حقّ صفته إذ جحدوا البعث فوصفوه بأنّه خلق الخلق عبثا وأنّه عاجز عن البعث. (جَمِيعاً قَبْضَتُهُ). [أخبر] سبحانه عن كمال قدرته فذكر أنّ الأرض كلّها مع عظمتها في مقدوره كالشيء الذي يقبض عليه القابض بكفّه. وهذا تفيهم لنا على عادة التخاطب [فيما بيننا]. لأنّا نقول : [هذا] في قبضة فلان ، إذ هان عليه التصرّف فيه وإن لم يقبض عليه. وكذا قوله : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ). أي يطويها بقدرته كما يطوي الواحد منّا الشيء المقدور له في طيّه بيمينه. وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك. وقيل : معناه أنّها محفوظات مصونات بقوّته. واليمين : القوّة. (عَمَّا يُشْرِكُونَ) ؛ أي : يضيفون إليه من المثل والشبه. (٢)
(جَمِيعاً). نصب على الحال. والعامل محذوف. تقديره : والأرض إذا كانت مجتمعة قبضته. وكان هنا تامّة. (٣)
فيما علّم أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه من الأربعمائة : من خاف منكم الغرق ، فليقرأ : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ). (٤) بسم الله الملك القويّ. (وَما قَدَرُوا اللهَ) ـ الآية. (٥)
عن العسكريّ عليهالسلام في قوله : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً) ـ الآية ـ فقال : ذلك تعيير الله لمن شبّهه
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٥١ ـ ٢٥٢.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٩١ ـ ٧٩٢.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٩١.
(٤) هود (١١) / ٤١.
(٥) الخصال / ٦١٩.