اتَّقَوْا) وما بينهما اعتراض للدلالة على أنّه مطّلع على العباد. (١)
[٦٤](قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤))
(قُلْ) يا محمّد : أتامرونّي ـ أيّها الجاهلون ـ بعبادة من لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضرّ؟ وأهل المدينة : (تَأْمُرُونِّي) خفيفة النون مفتوحة الياء. (٢)
(تَأْمُرُونِّي). أي بعد هذه الدلائل والمواعيد. وتأمرونّي اعتراض [للدلالة] على أنّهم أمروه به عقيب ذلك وقالوا : استسلم بعض آلهتنا ونؤمن بإلهك ، لفرط غباوتهم. وقرأ ابن عامر : تأمرونني بإظهار النونين على الأصل. (٣)
[٦٥](وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٥))
(أُوحِيَ إِلَيْكَ) يا محمّد (وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) من الأنبياء والمرسلين. في هذا أدب من الله لنبيّه وتهديد لغيره. لأنّ الله تعالى قد عصمه من الشرك ومن مداهنة الكفّار. وليس في هذا ما يدلّ على صحّة القول بالإحباط على ما يذهب إليه أهل الوعيد. لأنّ المعنى فيه أنّ من أشرك في عبادة الله غيره من الأصنام وغيرها ، وقعت عبادته على وجه لا يستحقّ عليها الثواب ، ولذلك وصفها بأنّها محبطة. (٤)
عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ) : معناه : إن أمرت بولاية أحد مع ولاية عليّ من بعدك ، ليحبطنّ عملك. (٥)
عن الرضا عليهالسلام : قوله تعالى : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) ممّا نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جارة. (٦)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٣٠.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٩٠ و ٧٨٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٣٠.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٧٩٠.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٥١.
(٦) عيون الأخبار ١ / ١٥٥ ـ ١٦١.